محرر الشؤون المحلية
عندما استمع لوقع هذا الاسم الأردني في الحالة الاقتصادية يتبادر إلى ذهني فورا تجربة الشاعر العربي ابو الطيب المتنبي في الأدب. فكلاهما خاض تجربته الخاصة وابدع وانجز في مجال عمله وفي العصر الذي عاش فيه.
أبو الطيب المتنبي ذلك الشاعر المتفرد المتمرد الذي خاض تجربته الشعرية الخاصة وحده وخاض صراعه الخاص وتصالحاته ونزواته مع السلطة الحاكمة انذك واستطاع رغم الكثير من الخصوم ان يخلد اسمه عبر التاريخ كأفضل شعراء العرب رغم ما واجهه من خصومات وتحديات وكلنا يعرف اليوم من هو المتنبي وما هي أشعاره التي كانت ربما غريبة على قاصري النظر وفقراء التأويل والتحليل وكلنا يعلم في الأدب عن الكتب التي تم تأليفها للحديث عن المتنبي وخصومه وكلنا يعلم أن الفن والادب العطيم الذي قدمه ذلك الشاعر هو من انتصر في نهاية المطاف لأن الجمال والابداع متجاوز للزمن ..
اليوم في عصرنا الحديث نحن أمام حالة اقتصادية إشكالية عظيمة مماثلة اسمها ( طلال أبو غزالة) هذا الرجل الذي لا يقل أهمية عن الشاعر المتنبي في مجال عمله واختصاصه نال ما نال من النقد والخصومة والمواجهة نتيجة جملة من المعطيات الموضوعية التي تتعلق بمواقفه الاقتصادية والسياسية والجمالية.
مواقف خارجة عن إطار المألوف الشعبي تنتمي إلى عالم استشراف المستقبل البعيد وسبر اغواره لعقلية اقتصادية فذه استطاعت بناء إمبراطورية من الرأسمال الوطني هذه الإمبراطورية التي يقودها رجل مسكون بنزعة اقتصادية علمية قوامها شغف الإنسان ورغبته برفعة بني قومه.
من هذه الزاوية يمكن لنا قراءة الدكتور طلال أبو غزالة بوصفه حالة إشكالية استشرافية في مجال وعي الاقتصاد الوطني ووعي الحالة الاجتماعية المنتجة المناهضة لكل حالات الكسل العربي بكل تجلياته.
الهجمه على الدكتور طلال أبو غزالة طبيعية جدا وهي من سياق التاريخ الذي يرفض كل حالات التنوير والابداع وطرق الأبواب الموصدة.