ظهر الراصد الجوي محمد الشاكر شاكيا من عديد الاتصالات التي كالت له الشتائم وتعرضه و أهل بيته للتنمر بسبب الاستفسارات عن تأخر سقوط الثلوج ، ويبدو أن الفاعل الإجتماعي الأردني يشعر بالحماس إذا رأى شخص ما عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتنمر على شخص آخر من قبل مجموعة من الأشخاص ، فقد يشعر أنه من خلال المشاركة ، سوف “يتلائم ” مع مجموعة جديدة يشترك معها في إيقاع الألم ضد جهة أو شخص ما وذلك كجزء من التنفيس وتغيير ” المزاج” كما يعتقد.
و من جانب آخر تشير الدراسات أن كثير من حالات البلطجة الإلكترونية تؤشر الى حياة معيشية صعبة يضع من خلالها المتنمر غضبه وإحباطه على شخص آخر. في معظم الأوقات ، سيحدث هذا عندما لا يكون لدى المتنمر الإلكتروني نوع من ضبط الذات المرتفع حيث لا يكون مستعدا لتصور حجم الألم عند الضحية التي تعرضت للإساءة.
و قد لاحظنا أن المتنمر الإلكتروني يحاول حشد الآخرين للتبخيس في جهد الراصد وذلك في سياق التفاعل عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ، و يساعده على ذلك أنه يملك الشعور بالجرأة للتعبير عن معتقداته ذات الطابع العدواني ، وإسقاط مشاعره غير المرغوب فيها وغير السارة على شخص آخر، ويبدأ المتنمر هنا باستخدام التكتيكات العدوانية إما لفرض مكانة لشخصيته الاجتماعية حيث يعتقد بأنه مثار إعجاب للآخرين ، أو تشويه المرتبة الاجتماعية والجهد لشخص آخر ، و التفاعل الافتراضي وغير الوجاهي على الإنترنت، أحد بواعث جرأة المتنمر في بث إساءته على شكل فيديو أو صورة أو منشور أو تعليق.
من العجيب أن لسان حال الضمير الجمعي في الآونة الأخيرة يضع من ” يعمل” تحت نيران النقد و الاستهزاء والتنمر ويشكل لنفسه بذلك حاله من ” الامان” عمادها أن المجموع هو من يقرر ، وبما أن القرار المريح هو “بذل الجهد القليل” فكل من يخرج عن هذه القاعدة معرض للإساءة كون البعض من المتنمرين ليس لديه من العمل ما يتوجه نحوه النقد أصلا .