الموت حقّ، وكلنا باتجاهه، ولكن الفرق كبير ما بين الموت الطبيعي وما بين الموت بكرامة وبفخر الشهادة برصاص العدو الأوحد والوحيد للأمّة، وشتّان ما بين من يترك وراءه ذكرى عطرة أو تلك العكرة،، وفي حادثة اغتيال أيقونة الإعلام المقاوم البطلة #شيرينأبوعاقلة أثبتت لنا معنى ((الخلود)) وكيف نترجمه على أرض الواقع.
تأملوا الصورة أدناه بريشة الفنان الفلسطيني المبدع “عمر صمد” كيف ترجم مسيرة تلك المناضلة في فضح ممارسات الصهاينة وهي على ذمّة الحياة وهي الآن في ذمّة الله، أي في حياتها ومماتها، هذا هو الخلود الذي يجب أن نتعلمه من مدرسة هذه الفدائية شيرين..
اسمعوا كيف كان صوتها يطربنا في حياتها على شاشة واحدة، واسمعوا الآن اسمها يطربنا على شاشات كل بلدان العالم ، راقبوا الشارع الذي سمّي باسمها، انظروا المؤسسة الصحفية التي سمّيت باسمها أيضًا، ابحثوا كم مولودة سمّيت باسمها منذ اغتيالها، فهل هناك أجمل من مثل هذا الخلود؟!
لماذا حظيت شيرين بهذا الخلود فكركم؟! أتعلمون لماذا؟! الجواب ببساطة لأنها كانت (إنسانة) فقط، وكانت تمارس مهنتها بإنسانية من أجل فلسطين لا من أجل الشهرة، والأخيرة تحققت حكمًا بسبب إنسانيتها وبساطتها وعفويتها والأهم مصداقيتها ووطنيتها..
أرأيتم الآن ما هو الخلود، هو الأفعال التي تتطابق مع الأقوال والوعود، والإرث الأخلاقي الذي نتركه بعدنا، وهو الإيمان الحق والثبات على المبدأ في زمن باتت المبادىء هي ذاتها المصالح…
هنيئًا لكِ هذا الخلود وهذه الميتة، وندعو الله أن لا يميتنا طبيعيًا بل ندعوه أن يرزقنا موتة شيرين أبو عاقلة…
ربما لم تعد الشاشة التي كنا نسمعك من خلالها لها طعم في نقل أخبار فلسطين بدون صوتك، ولكن غيابك أجاده حسن حضورك على مدار نصف عمرك، وسيظهر من بعدك آلاف الشيرينات بسبب احترافك لمهنتك بأمانة فكانت رسالتك تصل من القلب إلى القلب فورًا….
في أمان الله يا شيرين أنتِ وكل شهداء الكلمة والمبدأ والحق والواجب، وكل شهداء فلسطين……
تعب الطين من الطين وقد طلبك الطين يا شيرين……..