عروبة الحباشنة
صدر العدد 401 لمجلة أفكار والتي تصدر عن وزارة الثقافة الأردنيّة، ويرأس تحريرها د. غسان عبدالخالق، متضمنًا مجموعةً من الموضوعات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبةٌ من الكتّاب الأردنيين والعرب.
استهل د. ابراهيم بدران العددَ بمفتتح بعنوان” أفكار؛ نحو ثقافة المستقبل”، يقول فيه: ” لعلَّ تشكيلَ هيئة تحرير جديدة لمجلة “أفكار” سيكون إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من هذه الوثيقة الفكريّة المهمّة التي يسهم فيها كتّابٌ وشعراء وأدباء وباحثون من مختلف أقطار الوطن العربيّ. المرحلة الجديدة تتمثّل في عدم اقتصار الموادِ المنشورةِ على المنتجات الأدبيّة والفنيّة بأنواعها، مع التقدير لما تحمله من قيمة، وإنَّما العملُ على اجتياز الجسر نحو العلوم، ونحو التكنولوجيا التي تسيطر على العصر الذي نعيش فيه، وسوف تزدادُ سيطرتُها كلّما تسارعت خطواتُنا نحو المستقبل”.
ويشير د. بدران من جانب آخر: “وإذا كان الإبداعُ يُسجّلُ للآداب والفنون، فلمَ لا يُسجّل للعلوم؟ ولقد تنبّه العالِمُ والروائيُّ البريطانيّ المشهور “سي. بي. سنو”( Snow ) في أعقاب الحرب العالميّة الثانيّة إلى تفوّق كلٍّ من ألمانيا والولايات المتحدة على بريطانيا، على الرغم من أنّها أي (بريطانيا) كانت مهدَ الثورة الصناعيّة، وكان السببُ الرئيسُ كما رآه “سنو” -أوضحه في محاضرةٍ قدّمها عامَ 1948 وأخرجها عامَ 1950 في كتابه المشهور ” الثقافتان والثورة العلميّة”- أنَّ المجتمع البريطاني آنذاك كان منقسمًا بين ثقافتين: ثقافة العلم والتكنولوجيا لدى من يعملون بها، وثقافة الإنسانيات للآخرين … وبين الثقافتين فجوةٌ كبيرة لم تتمكن أيٌّ منهما من وضع الحلول الناجعة للبلاد أو للمؤسسات. هذا في حين أنَّ ألمانيا وأمريكا تنبّهتا إلى هذه المسألة في وقتٍ مبكّرٍ، فلم يعد الطلبة ينقسمون إلى طلبة علوم أو طلبة إنسانيات، أو حسب أدبياتنا تصنيف “علمي وأدبي”، وإنَّما على الجميع أن يدرسَ الأساسيات في كلٍّ من العلوم والإنسانيات، بهدف تجسير الفجوة وكي تصبحَ ثقافةُ العلم جزءًا من الثقافة العامة”.
وتضمن العددُ ملفًا حول تجربة الروائيّ سليمان قوابعة، قدّم للملف/ د. حكمت النوايسة، وحوى المواد التالية: “تجربة سليمان القوابعة” د. محمد عبيد الله، و”منابع الإبداع في تجربة سليمان القوابعة” د. عماد الضمور، و”التناص في روايات سليمان القوابعة” د. عبد الله الكساسبة، و”دروب الأمل بين أدب السجن وسجن الواقع” د. غسان عبد الخالق، و”سليمان القوابعة في دروب الرمل” د. سلطان الزغول.
وفي باب دراسات ومقالات، كتب سامر الشمالي (سوريا)” أمين المعلوف- حضور المكان والزمان”، وتتبع محمد عطية محمود (مصر) “إشكاليات الذات وفضاءَات المكان في رواية “محطة المنصورة”، وعرض أمين دراوشة (فلسطين) “المعتقدات الشعبية في روايات القدس”، وتأملت ميسّر السّردية رواية “بعد الحياة بخطوة” للقيسي- رواية الأمل في عالم مستقر. أمَّا مجدي دعيبس فتناول بالتحليل كتاب “أبناء غورباتشوف” ورحلة الشك واليقين”. وبيّن وفيق مختار (مصر) “كيف قرأ جورج أورويل المستقبل واستشرفه”.
وخُصّصت مقالات مهمة حول الرقميّة، بمشاركة د. سعيد عبيدي (المغرب) “الإنسان العاري- الدكتاتورية الخفية للرقمية” وسعيد سهمي (المغرب) ” الرقميّة وتمييع المعرفة” أما فاطمة طاهري (المغرب) فكتبت عن “التعليم الإلكتروني؛ المفهوم والخصائص والمزايا”، وتناول الناقد السينمائيّ ناجح حسن ” الناقد والباحث والمؤرخ حسان أبو غنيمة، رائد ومؤسس لثقافة سينمائية أردنية”، كما تناول الإعلامي عمار الصمادي تجربة “محمد جميل عبدالقادر مؤسس الإعلام الرياضيّ الأردنيّ”، وكتب محمد فايد (مصر) عن “الطيران من الأسطورة إلى التكنولوجيا”.
أمَّا في باب “إبداع” فنقرأ قصائد لـِ: عزّت الطّيري (مصر)، وترجمة: أميرة الوصيف (مصر) لثلاث قصائد للشاعرة لويز جلوك)، ولغسان تهتموني، ومحمد الدحيات، ومحمد السنباطي( مصر).
كما نقرأ قصصًا لكل من: ناظم علاوي (العراق)، مفيد عيسى أحمد (سوريا)، ود. نهلة عبدالعزيز الشقران، وأسماء زيتون، ومنير عتيبة ( مصر).
وحول أهم الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب “نوافذ ثقافية”. العدد من إخراج المصمّمة هزار مرجي، وتضمن الغلافان الأماميّ والخلفيّ لوحتين للفنان التشكيلي الأردني حسين نشوان.