“مذكّرات مجلّي النصراوين رحمه الله : على دروب البعث، 22 سنة في السجون السورية” كتاب صدر حديثاً عام 2022 عن دار “الأهلية” ، يستعرض سيرة السياسي والمحامي الأردني “مجلّي النصراوين” منذ انتسابه إلى “حزب البعث” في خمسينيات القرن الماضي وما لحقه من أحداث.
ويعكس الكتاب الذي أعدّه وحرّره عبد الله مطلق العسّاف، مرحلة ما أطلق عليه “المدّ القومي العروبي” التي عايشها النصراوين، والأدوار السياسية التي لعبها حينذاك، وعلى وجه الخصوص محاولاته لتسوية الصراع داخل حزب البعث عام 1970، ومن ثم اعتقاله بعد انقلاب الراحل حافظ الأسد بسبب موقفه المعارض للأخير، ليقضي 22 عاماً في سجن المزة إلى جانب صلاح جديد والرئيس السوري الأسبق نور الدين الأتاسي وغيرهما.
أحداث وتفاصيل المذكرات
تشكّل المذكرات بشكل عام أحد المصادر التاريخية المهمة، وتتمثل قيمتها في أنها استندت إلى شهادات حية من أشخاص كانوا قد عاصروا أو شاركوا في جزء من الأحداث والمواقف التي تتضمنها مثل هذه المذكرات، ومن ثم فإنها قد تشكل شهادة حية على جزء من التاريخ المعاصر الذي عاشته سوريا والمنطقة في ذلك الوقت.
يقول محرر الكتاب: “إن وقائع هذه المذكرات وأحداثها جاءت في جزء كبير منها في ذروة تصاعد موجات الأفكار الثورية القومية واليسارية ومداها الكبير الذي بلغته، في كل من مصر وسوريا والعراق ولبنان وغيرها من الدول العربية الأخرى، بتأثير مباشر وغير مباشر من الأفكار القومية الاشتراكية والماركسية إبان وجود المعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفيتي سابقًا”.
وجاءت المذكرات كشهادة حية من صاحبها النصراوين رحمه الله الذي عايش تلك الأحداث وشارك فيها. وتعد هذه المذكرات إضافة جديدة لتاريخ العرب المعاصر، ولا سيما في تلك الفترة العصيبة التي مرت فيها البلاد العربية في الخمسينيات والستينيات.
ويرى المحرر أن ما شجعه على الاستمرار في إعداد هذه المذكرات وتحريرها هو أنه يكتب “سيرة مناضل قومي كالنصراوين، الذي عانى مدى عقود طويلة من ظروف الاعتقال والسجن والتعذيب والحرمان” وفق وصفه.