لا مستحيل أمام المرأة، طالما لديها الإصرار والإبداع والتصميم لتحقيق هدفها، فهي تمتلك في عقلها القدرة على القيام بأكثر من أمر في وقت واحد ، تقول نائب عميد كلية الدراسات العليا في الجامعة الهاشمية الدكتورة إباء الفيومي، خلال جلسة ضمن حملة سيدات الأعمال في قطاع التكنولوجيا التي تنفذها مؤسسة إنجاز بدعم من الاتحاد الأوروبي
تقول، إن هدفها كان تعليم ما تعلمته في الجامعة، لذا درست الكثير من المواد، خصوصا أن رسالتها كانت أفضل رسالة دكتوراه لجامعة كارلتون الكندية على كل برامج الدكتوراه المختلفة التي تطرحها الجامعة العام 2008، وحصلت على ميدالية تكريم بسبب ذلك، كما أن على أستاذ الجامعة أن يكون باحثا ينشر الدراسات، حتى يتطور
وتبين الفيومي، لطالبات مدرسة أم كلثوم الثانوية للبنات في محافظة الزرقاء، أنها درست علم الحاسوب في الجامعة الهاشمية لمرحلة البكالوريوس بتقدير امتياز وحصلت على بعثة دراسية من الجامعة الهاشمية لإكمال درجة الماجستير في علم الحاسوب من الجامعة الأردنية بتقدير امتياز، ثم حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة كارلتون الكندية في علم الحاسوب بتقدير امتياز، كان التحدي الأول أن تظهر أن الأردنيات يتميزن بعلمهن وذكائهن وأنهن يستطعن النجاح في التخصصات العلمية بامتياز. لم تكن سنوات سهلة بالبعد عن الوطن والأهل، لكنها عملت جاهدة لرسم صورة رائعة عن الأردن بشكل عام والجامعة الهاشمية بشكل خاص
عادت الفيومي إلى الأردن، وإلى الجامعة الهاشمية تحديدا، لتبدأ رحلة التدريس، فعملت كرئيس قسم أنطمة المعلومات الحاسوبية في الجامعة الهاشمية، ثم رئيس قسم علم الحاسوب وتطبيقاته، ثم نائب عميد التطوير الأكاديمي والتواصل الدولي، وحاليا نائب عميد كلية الدراسات العليا من خلال مسيرتها الإدارية، تقول إن العمل الإداري تكليف تقوم به لخدمة المؤسسة التي تحب وتحترم، هناك تحديات يومية نتغلب عليها ونستمر بشموخ في منحنى العلم والتعلم
وأشارت الى أن الدراسة هي أقل الصعوبات أو التحديات التي يمكن أن يواجهها الإنسان، وأصعب شيء هو مواجهة الحياة وتحدياتها، والمحبطين حولك، لكن يجب تحديد الهدف والتصميم عليه والنظر للمستقبل بأمل ويقين أنك ستكونين مميزة
شعرت الفيومي بأهمية البحث، لذا كان عليها إيجاد حلول لمشاكل ليس لها حلول، وهذا التحدي يتطلب التركيز والمثابرة والإبداع، لذا عملت على الأبحاث وترقت في العمل، لتصبح أستاذا مشاركا بدلا من أستاذ مساعد العام 2015، ثم عملت أبحاثا أخرى، لتصبح أستاذة دكتورة (بروفيسورة) في الجامعة الهاشمية العام 2022، ومن الجدير بالذكر أن الفيومي عملت أيضا في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، مدة عامين
وتؤكد الفيومي، أن مشاريع التخرج في الجامعة الهاشمية مميزة جدا، وأكدت أن تميز المشروع يكمن ببساطة الحل للمشاكل المعقدة. كما أوضحت أن طلابها في المشاريع حصدوا جوائز على مستويات وطنية وعالمية، وبينت أن المشاريع المميزة دفعت عددا من طلبتها لإنشاء أو المساهمة بجزء من شركات مميزة، مشيرة للطالبات إلى أهمية أن يعملن ما يشعرن تجاهه بالحب والشغف
وتخاطب الفيومي الطالبات، بضرورة عدم اليأس أو الاستسلام، مع صعوبات الحياة الكثيرة والمختلفة، خصوصا أن وجود الإناث في التخصصات العلمية قليل جدا، لكن النساء فيه مبدعات، وعلينا تغيير الثقافة في هذا المجال. وأكدت أن عمل المرأة صعب، لكن على الفتيات تغيير ثقافة المجتمع ونظرته لها، والإنسان لا يمل من التعلم المستمر مهما كبر بالعمر، فهذا مهم لتطوير الذات، وعلى الفتيات إتقان العمل الذي يقمن به، فمن يدرس يحصل على علامات جيدة، فمن يزرع يحصد، ومن سار على الدرب وصل
وتقول الفيومي للطالبات أنتن الجيل المقبل، وأنتن المستقبل، أنتن الأردن القادم، لذا لابد من الإيمان بالذات والثقة بالنفس، لابد من رسم الابتسامة على الوجه لأن السلام يبدأ بابتسامة ، وأكدت للطالبات أنهن قادرات على القيام بأي عمل يمكن لأي شخص القيام به، لابد أن يخلعن رداء الخوف من الفشل لأن الفشل هو بداية النجاح. ونصحت الطالبات بعدم التفكير الزائد في المستقبل واستبدال ذلك بالتركيز والأخذ بالأسباب والتوكل على الله
وحول المستقبل، تقول الفيومي، إن البطالة موجودة في التخصصات التقليدية، خصوصا الطب والهندسة، والذكاء يكون بإيجاد فرص عمل تكمن باختيار التخصص المطلوب، والآن تكنولوجيا المعلومات أصبحت حاجة ملحة؛ حيث يعد من لا يمتلك المهارات التكنولوجية أميا، لذا لا بد من دراسة السوق، قبل اختيار تخصص الدراسة الخاص بنا
تنفذ مؤسسة إنجاز حملة سيدات الأعمال في قطاع التكنولوجيا لطالبات المدارس بدعم من الاتحاد الأوروبي وبشراكة استراتيجية مع وزارة التربية والتعليم بهدف إكساب الطالبات فهماً أفضل للفرص المتاحة في هذا القطاع، ويقوم الاتحاد الأوروبي بدعم برامج عدة في الأردن لتشجيع الثقافة الرقمية، وتعزيز المهارات الرقمية -خاصة بين النساء والشباب- وتعزيز ريادة الأعمال من خلال تحديد الفرص الرئيسية للنمو الاقتصادي الرقمي