بلكي نيوز
فقد أثارت طالبتان جزائريتان مؤخرا استياءا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية إعدادهما رسالة ماجستير تحت عنوان تسول المرأة السورية اللاجئة في المجتمع الجزائري.
ورغم مرور عامين، إلا أنه لم يتم تسريب هذا الخبر سوى مؤخرا، حيث تسبب في إثارة جدل كبير بمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة لدى مدونين جزائريين لم يتقبلوا الأمر، وسارعوا لنقد الطالبتين والدفاع عن اللاجئات السوريات.
فقد كتب المدون الجزائري فيصل عثمان تحت عنوان “جامعات تسيء إلى الأشقاء”
على صفحته الخاصة على الفايسبوك: “سبحان الله.. جامعات الجزائر لم تعد مراتع للتجهيل والزيف فقط، بل صارت أماكن للإساءة والاعتداء على الأشقاء… أيّ لجنة علمية هذه التي تقبل مذكرة بهذا العنوان المسيء للإخوة السوريين وأي دكتورة هذه التي ترضى بالإشراف على مذكرة بهذا المحتوى، وأي طالبيتين هاتين اللتين أعدّتا شيئا مقرفا مثل هذا”؟
وأضاف: “إن كان التسوّل ظاهرة اجتماعية فينبغي أن يُدرس كظاهرة مجرّدة، لا أن يُقرن بجنسية نساء مسلمات هنّ أخواتنا وبني إخواننا… تخيّلوا أن يكون عنوان مذكرة في بلد ما “التسول أو العقم أو العنف أو الغباء عند المرأة الجزائرية”، مثلا، ألا يكون ذلك مستهجنا”؟
وتابع بالقول: “وصلنا إلى مرحلة صارت فيها الإساءة للدين والقيم والأشقاء وجهة نظر علمية، هكذا يفعل الخونة بهذا الوطن وهكذا هو ديدن نظام الانتداب”.
“إلاّ الوقاحة أعيَتْ من يداويها” عبارة اختارتها الكاتبة الجزائرية خولة شنوف بعد نشرها صورة لغلاف الرسالة .
وتابعت قائلة، “عندما يلجأ بعض ممّن يعتبرون أنفسهم طلاّب علم، للتسلّق على حساب غيرهم ستخرج علينا أبحاث كالتي في الصورة”.
وأضافت، “مَن يقرأ العنوان، يظنّ أنّ مهنة السوريات في الجزائر هي التسوّل فقط، خصّصوا لها دراسة ورسالة كاملة. وأتعبوا أنفسهم في البحث، حتى يخرجوا لنا بهذا العمل القيّم والمفيد للأمة، وإنْ كنت أعتبر أن رسائل الماجستير في الجزائر لا تُقارن برسائل الماجستير، من حيث القيمة والكفاءة، وأغلبها إن لم أقُل جلّها، تشبه حلقات البحث، إلاَّ مَن رحم ربي”.
واتهمت الكاتبة الجزائرية، فئة من الجزائريين بالتسول، تحيّلا باسم السوريين، قائلة: “ربما خَفِي على الطالبتين أنّ فئة من الجزائريين أيضًا، امتهنوا التسوّل باسم السوريين، وأنّ فئة منهم أيضًا طلبوا اللجوء في أوروبا باسم السوريين، وأنّ التسوّل ظاهرة موجودة في كل بلداننا العربية. والعيب كلّ العيب هو في أن نخصص بلدا بعينه، لجأ أهلُه إلينا بسبب الحرب القاسية، ونتطرّق لهذه الظاهرة. وندرسها”.
ثم اختتمت خولة كلامها: “على الرغم من أنني أقول دائمًا لكلّ جزائريّ يسألني عن ظاهرة التسول تلك: السوري لا يمد يده متسولا لأيّ كان، بل يعمل بعرق جبينه ليحصل على قوت يومه، وما هؤلاء إلاّ نماذج نادرة، منها من كانت مهنته بالأساس، ومنهم من حتّمت عليه ظروفه ذلك… نصيحة لطلاب العلم مجتمعنا مليء بالمواضيع والقضايا التي تستحق الدراسة والبحث، لا داعي للإساءة لشعب عربي، تحت مسمّى رسالة “ماجستير