احمد الحوراني : قبولات واعتراضات ومشاهدات

الحالة التي تعيشها العائلات الأردنية عقب إعلان نتائج القبول الموحد في الجامعات الأردنية، لا تختلف كثيرًا عن الحالة التي تنتاب أولياء الأمور والطلبة خلال امتحانات الثانوية العامة والفترة التي تليها ترقّبًا للنتائج، وتؤكد هذه الحقيقة كثرة الاتصالات التي ترد وزارة التعليم العالي والجامعات وأي موظف يعمل في جامعة وأنا واحد منهم، رغم أننا في كثير من الأحيان لا نملك تقديم إجابة شافية لسببين أولهما إننا لسنا جهة اختصاص ولكن على قاعدة «الغريق» يتعلق بقشّة، والثاني إن من يسأل إنما يريد إجابة على مقاسه بالتمام والكمال، وهو ليس على استعداد لتقبّل فكرة عدم حصول من يعنيه على مقعد جامعي وتحت أي تبرير كان.
نهاية الأسبوع الماضي أصدرت لجنة تنسيق القبول الموحد قوائم الطلبة المقبولين في الجامعات الأردنية والذين اقترب عددهم لنحو أربعين ألف طالب وطالبة، وبطبيعة الحال فإن هناك المئات من الطلبة لم تؤهلهم معدلاتهم للحصول على مقعد جامعي في أي تخصص، ومثلهم من وقع فريسة سواء الاختيار جرّاء عدم توخيّه الدقة إبّان قام بتعبئة الطلب المُعد لهذه الغاية دون مراعاة للنشرات الإرشادية والتعليمات التي تعلنها اللجنة سنويًا على موقعها الالكتروني وتبذل جهدًا كبيرًا في سبيل توعية وإرشاد الطلبة للاستئناس بها تفاديًا لما لا يودون الوقوع به مما يضع ذوي الطلبة بين مطرقة إساءة الاختيار وسندان الانتظار إلى أي جامعة سيكون نصيب المسيء للاختيار، وكل ذلك من فعل يد الطالب الذي كان من المفترض به أن يسأل مرات ومرات قبل إجراء خطوة «حفظ» كآخر إجراء قبل اعتماد الطلب وإرساله إلى الموقع الالكتروني للجنة.
حالة من القلق والتوتر بدا لي إن عائلاتنا تعيشها في هذه الآونة، وأنقل للقارئ الكريم صورًا ومشاهدات مما وردني، فهذا طالب يقول إنه لن يقبل بالتخصص، وتلك طالبة تقطن في محافظة إربد وكان نصيبها في جامعة خارج مكان سكنها وفي محافظات جنوب المملكة، وآخر لم يقطف لا من بلح الشام ولا من عنب اليمن فجاءت نتيجته «غير مقبول»، ورابع يشتم النظام المتبع في سياسة قبول الطلبة، وخامس ينتظر نتيجة الاعتراض وسادس وسابع وثامن ولكل شأنه الذي لا يُحسد عليه.
أيام تفصلنا عن بداية العام الجامعي الجديد، والبدايات تحكمها اعتبارات وظروف معينة، والجامعات في غضون فترة وجيزة لا بد وأن تُكمل استعداداتها وإجراءات قبول الطلبة في تخصصاتهم، ولجنة التنسيق الموحد تقوم بجهد جبّار في كافة الاجراءات المتعلقة بإعلان نتائج الاعتراضات التي تردها بالمئات، وفي النهاية فإن جُلّ ما نرجوه أن ينتظم العام الجامعي كما هو مخطط له ضمن الجدول الزمني والتقويم الموحد بين كافة الجامعات، وفي الختام، وإذ نعرب للطلبة عن أمنيات الفلاح والسداد في مسيرتهم الجامعية التي يدخلون فيها مرحلة جديدة في حياتهم التعليمية، فإن ما يجب قوله إن مثل هذه المشاهد والاعتراضات سوف تتكرر سنويًا طالما إن الطالب لم يراع التعليمات والإرشادات والتوجيهات التي في ضوئها عليه تحديد وجهته وإلى أين وكيف يختار التخصص بناء على معدله كمعيار أول وأخير.



















