بلكي نيوز
خلال الشهر الماضي، أعرب مسؤولون إيرانيون في مناسبات مختلفة عن خوفهم من الحرب الإعلامية التي تخوضها منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة، عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنظمة “مجاهدي خلق” أو “مجاهدي الشعب الإيراني”، هي كيان إيراني سياسي معارض منذ نظام الشاه، ذو خلفية سياسية تزاوج بين الفكر الإسلامي والماركسي، وتطالب بإزالة النظام الحالي في البلد، ومعظم قيادييها في الخارج.
وبحسب صحيفة ايران نيوز المقربة من المنظمة، فقد بدأ رموز النظام الحالي في إيران، يحسون بخطورة الشعبية التي بات يحظى بها خطاب ومنشورات “مجاهدي خلق” على منصات التواصل الاجتماعي، من خلال حجم الاعجابات والمشاركات والمتابعين الإيرانيين لحساباتهم.
وهو ما جعل مسؤولين كبار مقربين من المرشد الأعلى، يعربون عن خوفهم ويشنون حربا كلامية ضد ما ينشر ضدهم من قبل المنظمة، على وسائل التواصل.
وكان عباس علي موغيثي، ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في مدينة “ناهافاند” الإيرانية، قد عبر عن قلقله من خطاب المنظمة على الانترنت دون يسميها، وقال إن السلاح الذي يمكن أن يقضي على إيران، هو “الانترنت”، الذي وصفه أنه “أصبح تحت سيطرة أعضاء (يقصد مجاهدي خلق) معارضين لسياستنا”.
قلق آخر عبر عنه رجل الدين المقرب من خامنئي، وأحد خطباء الجمعة في محافظة أصفهان، يوسف طباطبائي نجاد، الذي حذر من قدرة منظمة “مجاهدي خلق”، على نشر معلومات إلى الإيرانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما سيضر بطاعة الناس للنظام.
وأفاد بحسب الصحيفة :”لقد دمر بعض الناس سمعة رجال الدين على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ويتم تنفيذ ذلك بواسطة بعض قنوات ومنصات مجاهدي خلق (MEK)”، وأضاف إنهم “ينوون شن حرب ضعيفة لجعل الناس متشائمين تجاه رجال الدين، وعلينا أن نفعل شيئا ضد هذه الأعمال”.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا القلق عبر عنه كثيرا خطباء الجمعة في إيران، المعروفون بكونهم “أبواقا” للمرشد الأعلى، على حد وصف الصحيفة المعارضة.
وإعلاميا، كتبت وكالة أنباء “طهران برس”، التي تديرها الدولة، تقريرا تنذر فيه بخطورة الاستخدام المكثف لمنظمة “مجاهدي خلق” لمنصة “تلغرام”، في التواصل مع آلاف الإيرانيين وحدثهم على طرق التظاهر والاحتجاج ضد النظام.
وذكرت الصحيفة المملوكة للدولة، ان “مجاهدي خلق” يهيمنون على منصة “تلغرام” محذرة من الأساليب التي تستخدمها لاستمالة الإيرانيين، واقتبست مقاطع من منشورات المنظمة، تدعو إلى إسقاط النظام الإيراني الحالي.
وتعد “مجاهدي خلق” أنشط حركة معارضة إيرانية، تأسست على أيدي مثقفي وأكاديميين في إيران، بهدف إسقاط نظام الشاه.
لكن بعد سقوط نظام الشاه، عقب دور كبير لعبته في الثورة، ظهرت خلافات بينها وبين نظام الحكم الإيراني الجديد، وصلت بعد عامين ونصف من قيام الثورة إلى حد المواجهات العنيفة بين الجانبين في صراع محتدم مستمر حتى الآن.
وتطالب إيران عدة دول أجنبية بتسليم أعضاء من المنظمة إليها لكن طلبها يلقى الرفض دائما، كان آخرها ما طالب به رئيس الحكومة الإيرانية، حسن روحاني، فرنسا بتسليم عناصر في المنظمة التي وصفها بـ”الأرهابية”، لكن باريس لم تقبل الطلب.