بلكي نيوز – رصد
كشفت أزمة كورونا التي اجتاحت العالم كله عن ارتباك واضح في الخطاب الإعلامي للحكومة، هذا الارتباك الذي وصل أحيانًا إلى حد التناقض بسبب تعدد المصادر ومحاولة احتكار المعلومة، في وقت لم يعد فيه الاختباء خلف الستائر مقبولًا أو متاحًا لأن المواطنين امتلكوا كثيرًا من الوسائل التي تمكنهم من الحصول على المعلومة التي تحاول الحكومة إخفاءها أو التستر عليها
ونحن في وسائل الإعلام لمسنا أكثر من غيرنا هذا الارتباك، ولم يعد لدينا مصدر واحد يمكن الاعتماد عليه في الحصول على المعلومة التي باتت جزءًا من المعركة الوطنية في مواجهة هذا الجائحة .
وإذا كانت قضية موزع البوظة الذي تم الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا هي واحدة من هذه العناوين التي يمكن الحديث عنها في إطار الارتباك الإعلامي والفوضى التي تجتاح المشهد والتي تمثلت بين نفي حكومي لهذه الحادثة من جهة وعودة لتأكيدها من جهة أخرى، فإن الخاسر الوحيد في مثل هذه التصريحات المتضاربة هي الحكومة أولًا والمواطن الذي يبحث عن الحقيقة ووسائل الإعلام الجادة .
إن شفافية الحكومة ومصداقية خطابها الإعلامي هي الوسيلة الأنجع لوضع حد للشائعات، والطريقة المثلى لتوحيد الجهد الوطني في مواجهة هذه الجائحة والتصدي لآثارها وتداعياتها على جميع الصعد الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، لكن تضارب المعلومات وتعدد المصادر الرسمية يخلق بيئة لمروجي الشائعات الذين يعملون على خلخلة الصف الواحد والبيئة المتماسكة .
ومن هنا فإننا نعتقد أنه صار لزامًا على رئيس الوزراء بشكل خاص وعلى جميع أجهزة الدولة بشكل عام تحديد عناوين واضحة للمخولين بالتصريحات، وأن لا تذهب إلى نفي المعلومة بعد التصريح بها لأن ذلك من شأنه فقدان ما تبقى من مصداقيتها وافساح المجال للتأويلات التي لا نريدها في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الوطن، ونؤكد من جديد أن الإعلام هو أحد الأسلحة المؤثرة في معركة بهذا الحجم، وعندما تخسر الحكومة هذا السلاح فإنها تضع نفسها في مواجهة أسئلة حول ما يجب أن يكون .
ختاما ان افضل ما تحقق لحكومة د الرزاز وجود وزير اعلام بمستوى وأخلاق امجد العضايلة. وهو مقبول لدى الجميع ومصدر ثقة. لذا يجب الحفاظ على ما حققه. ووقف التصريحات المتعددة المصادر.