هيثم ضمرة
أرمينيا بلد صغير الحجم، لكن الأرمن شعب عالمي، تقدر مساحة جمهورية أرمينيا بحوالي 29 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة، غالبية سكانها يتبع الديانة المسيحية.
بصفتي عربي أردني مقيم دائم في أرمينيا، وتزامنت اقامتي في جمهورية أرمينيا، منذ العام 2018 الثورة المخملية، وهي صعود الكاتب الصحفي والمعارض نيكول باشنيان لرئاسة وزراء أرمينيا، منذ ذلك الحين.
ومرت فترة حكم باشنيان بفترات عصيبة أهمها حرب 2020 او كما يطلق عليها الأرمن حرب ال 44 يوم.
ثم تنحى من منصبه واعيد انتخابه مرة أخرى عام 2021 ليكمل طريقه في تطوير أرمينيا واستعادة استقلالها.
، بغض النظر من أنني متعاطف مع القضية الأرمنية
وادعم الشعب الأرمني وقضيته بكل ما أوتيت من قوة الا أنني هذه المرة سوف اتحدث بحيادية عن أرمينيا وعن شعب أرمينيا.
الشعب الأرمني شعب طيب جداً، ومحب للسلام ومضياف، والحرب على هكذا شعب هي حرب ظالمة، وعبثية.
وخير دليل على كلامي عملية ترسيم الحدود التي قامت بها جمهورية أرمينيا مع أذربيجان، حيث أثبت البلد ذو الغالبية المسيحية للعالم أجمع بأنه طبق تعاليم الدين المسيحي، وطبق حرفيا كما جاء في الانجيل، “مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا، وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضًا.” (لو 6: 29).
وهذا دليل على أن أرمينيا بلد مسالم وتستطيع بالسياسة التفاوض والتفاهم على أي أخطاء حصلت في عهد الاتحاد السوفيتي، ويدفع ثمنه الأرمن اليوم.
عملية السلام في منطقة القوقاز، مثال يحتذى به، ويجب أن تقتدي العديد من الدول المتحاربة، بسياسة أرمينيا، فالعالم اليوم لا يستحمل المزيد من الحروب، والقتل والدمار، فأي عاقل يؤيد الحرب؟!
تعتبر خطوة أرمينيا في ترسيم حدودها مع جارتها أذربيجان شوكة في حلق كل من ينادي للحرب، ويحاول عرقلة عملية السلام في المنطقة التي شهدت صراعات دامية على مدى عقود ، تطويها سياسة حكومة السلام الارمنية ، وتعتبر نقطة تحول لحقبة جديدة خالية من الحروب.
أرمينيا بلد مسالم يحتوي الآخر ولا يعتدي على حقوق الآخرين، ومتلزم بالحفاظ على هذا الكوكب من خلال تجنب الحروب التي من شأنها الضرر بالبشر والبيئة.
تحية كبيرة لجمهورية أرمينيا وللشعب الأرمني ولحكومة السلام الأرمنية.
هيثم ضمره