تفاءل الشارع الرياضي برياضة الملاكمة كثيرا في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في باريس، بأمل تحقيق أول ميدالية ملونة في تاريخ الأردن بهذه الرياضة، نظرا للجيل المميز الذي أفرزته رياضة “الفن النبيل” في الفترة الماضية.
وشارك في الأولمبياد 3 لاعبين من المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب الكوبي داجوبيرتو سكوت، حيث ودع اللاعبان حسين عشيش وعبادة الكسبة من الدور ثمن النهائي، فيما كان اللاعب زياد عشيش على بعد خطوة واحدة من الظفر بميدالية تاريخية، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن زياد بخسارته في اللقاء المؤهل للمربع الذهبي ووداعه من دور الثمانية.
وكان زياد البالغ من العمر 25 عاما، فاز في أول مواجهتين له بالأولمبياد على حساب بطل العالم 2023 الكازخي أصلان بيك شيامبيرجينوف بدور الـ32، وبطل العالم للعام 2021 الياباني سيون أوكازاوا بثمن النهائي، قبل خسارته بربع النهائي على يد البريطاني لويس ريتشاردسون لوزن تحت 71 كغم، ليكون آخر العرب المودعين للأولمبياد من الملاكمين الرجال.
وودع شقيقه حسين المنافسات من دور ثمن النهائي بعد خسارته من الكرواتي جابرييل فيوشسيتش بوزن تحت 80 كغم، فيما فاز اللاعب عبادة الكسبة في أول ظهور له على حساب الإيرلندي دين كلانسي بدور الـ32 لوزن تحت 63.5 كغم، قبل أن ينتهي مشواره عند دور الـ16 بخسارته من الفرنسي سفيان أمية.
ومنح اتحاد الملاكمة الجهاز الفني واللاعبين العديد من المعسكرات الداخلية والخارجية قبل المشاركة بالأولمبياد، بهدف تحقيق الحلم الذي طال انتظاره بعد مشاركات سابقة لم يستطع من خلالها أي لاعب تحقيق ميدالية ملونة، ليبقى الحلم مؤجلا لدورة أخرى بعد 4 أعوام.
ويكمن الأمل حاليا للبعثة الأردنية في منتخب التايكواندو بالظفر بميدالية ملونة أولى في الأولمبياد الحالية، نظرا للحصول على الميدالية الذهبية في العام 2016 من قبل اللاعب أحمد أبو غوش، والميدالية الفضية عن طريق صالح الشرباتي في العام 2020.
ونشر زياد عشيش عبر خاصية “الستوري” على حسابه عبر تطبيق “إنستغرام” أمس بعد وداعه الأولمبياد، أنه حاول الاستمرار والمضي قدما لأبعد نقطة في المسابقة من دون أن ينجح بذلك، وأن يحقق أول ميدالية أولمبية له في التاريخ بعد فوزه على بطلي العالم من قبل، مقدما الشكر للجماهير التي ساندته ووجهت له رسائل عدة في الأيام الماضية، والتي كانت حافزا له لتقديم الأفضل، وأنه سيستمر بالعمل في المستقبل لتحقيق طموحاته.
وبدوره، ذكر المدرب الوطني أيمن النادي، أن خسارة اللاعب زياد أمام البريطاني كانت ظالمة بعض الشيء، نظرا لاحتساب نتيجة 5-0 في الجولة الأولى، رغم تقارب المستوى وتفوق اللاعب الأردني في بعض الجوانب، لتؤدي النتيجة إلى تراجع معنويات اللاعب في بقية الجولات حسب وصفه.
وبين النادي لـ”الغد”، أن عشيش دخل اللقاء بحماس زائد، ما أدى إلى عدم قدرته السيطرة على منافسه الذي تفوق عليه بصورة واضحة في الطول، محملا الجهاز الفني مسؤولية الوداع نظرا لعدم تحضيره نفسيا.
وأضاف: “لو كان هناك عدل في نتائج الجولة الأولى لكان زياد الآن في المربع الذهبي، لكننا فخورون بما قدمه اللاعب في الأولمبياد بشكل عام، وأراه من أفضل الملاكمين في العالم، ويجب الاهتمام به أكثر مستقبلا لمواصلة تحقيق الإنجازات”.
وعلى صعيد متصل، كشف الحكم الدولي الأردني رامي البيطار، عن اعتزازه بتطور الملاكمة الأردنية في الفترات الماضية، بالوصول للمرة الرابعة على التوالي للأولمبياد، والظفر بميدالية برونزية في العام الماضي عبر اللاعب محمد أبو جاجة، مؤكدا أن اللاعب الأردني أصبح رقما صعبا في الرياضة حول العالم.
ولفت البيطار لـ”الغد”، إلى أن زياد عشيش خالف التوقعات وحقق فوزين على بطلي العالم في الأدوار الأولى للأولمبياد، ما رفع سقف الطموحات لدى الشارع الرياضي، موضحا أن عشيش حظي بدعم العرب بصورة كبيرة لبقائه وحيدا في المنافسة عن الدول العربية.
وتابع: “كان هناك ضعف تحكيمي واضح في الأولمبياد في هذه النسخة، والسبب في ذلك يعود لاختيار الحكام الخاطئ منذ البداية من قبل اللجنة الأولمبية غير المختصة باختيارهم، حيث إن الاتحاد الدولي للملاكمة لديه الصلاحية بذلك، وتقارب النتائج في المباريات يؤكد وجود انقسام وضعف تحكيمي ساهم في وداع زياد وغيره من اللاعبين في المنافسات الحالية”.