من الطبيعي أن يُثير اختيار رئيس وزراء جديد، جديد، انتباه الأردنيين، ومنذ الأمس نتابع ما تظهر من تعليقات، وبدا أنّ صورته أخذت الكثير من الاهتمام، وبالطبع فهناك من بحث عن أصله وفصله.الشباب كانوا الأكثر تعليقاً بشكل ايجابي كبير، واستحوذت النساء على الأكثرية، حتى وصل الأمر إلى إعلامية كويتية مؤثرة كتبت مطالبة حكومة بلادها بمنح الأردن ما يطلبه من دعم، ما دام هذا الرجل موجوداً على رأس الحكومة الأردنية.لم يكن في عشرات آلاف التعليقات ما يسيئ له شخصياً، بل بالعكس كانت هناك حالة تفاؤل به، ولكنّ في المقابل، ظهرت موجة الكترونية محدودة تتساءل عن أصول وفصول الرجل، وتشكّك في أردنيته، وحملت بعضها مفردات فجّة، وهذا متوقّع في فوضى الكلام الالكتروني.لا يهمّنا، أبداً، أن يشبه جعفر حسان جورج كلوني، ولا يهمّنا أصله أو فصله ما دام أردنياً صافياً، تؤكّد سيرته الذاتية عبوره مراحل التكوين في الحياة السياسية والاقتصادية، من البداية وحتّى الدوار الرابع.ما يهمّنا أنّه سيكون أمام اختبار صعب، سياسة واقتصاداً، ليس فقط أمام النواب الذين يشحذون سيوفهم، ولكن وأيضاً أمام المجتمع الذي يُطالب بقرارات تقترب من حياته اليومية، وقبل ذلك كلّه بتقديم فريق وزاري يقنع الأكثرية من هؤلاء، وفي مطلق الأحوال فرضاء الناس كلّّهم غاية لا تُدرك.الصورة مهمّة، وتاريخ الرئيس المكلّف مهم، والأيام المقبلة ستقول كثير القليل، والأشهر المقبلة ستقول قليل الكثير، وفي مطلق الأحوال فالمشهد السياسي يتغيّر، وبسرعة، ولكنّ الخطة الملكية تسير كما رُسم لها، وللحديث بقية!