ليس دفاعًا عن وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي لا أتفق معه بداية بصياغة الجملة التي تحدث فيها عن مليشيات في غزة، فحماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية هي جزء من حركة تحرر وطني قاومت اعتى احتلال كولونيالي احلالي عرفه العالم في عصرنا الحديث.
لكن السيد الصفدي هو أكثر وزير خارجية عربي تحرك في العالم لخدمة مساعي الفلسطينيين في انهاء الاحتلال. وحديثه عن ضرورة عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة كجزء من الحل الشامل لإنهاء الانقسام الفلسطيني هو حديث صحيح لم يرفضه لغاية الآن سوى حماس ونتنياهو.
الذين هبوا للهجوم على الرجل لم يطرحوا بدائل ولم يناقشوا الفكرة وبخاصة الإسلاميين في مجلس النواب الذين انتقدوه بأشد العبارات لأنهم فهموا من كلامه أن حماس هي مليشيا متناسين أن الفصائلية هي من ألحقت ضررًا بالقضية وأن الأولى الاصرار على وحدة الصف الفلسطيني والاتفاق على هدف استراتيجي واحد تتنافس تحته كل الفصائل بدلا من التناقس على الهدف ذاته.
أتفهم حساسية الأمر، وبخاصة بعد الكلفة غير المسبوقة التي دفعها الفلسطينيون جراء السابع من أكتوبر وما تلاه، من حرب إبادة شرسة شنها الفاشيون في تل أبيب، لكن هذا لا يبرر الهجوم اللاذع على الوزير الصفدي في وقت قدمت فيه عمان الكثير للفلسطينيين وهو أمر لم ينكره إلا خليل الحية.
ربما يكشف الجدل حول تصريح الوزير ما نعرفه مسبقا ويطرح تساؤلات حول الانحيازات الإقليمية لبعض الاطراف في البرلمان. بمعنى لو حصل لا سمح الله خلاف كبير بين عمان وحماس، هل تقف هذه الأطراف مع الأردن أم تبقى أسيرة انحيازاتها العقائدية العابرة للوطن؟!!
بقي أن أقول بأنني شخصيا لا أتبنى رأي الوزير لكن أتفهم مصلحة الأردن في وقف الصراع عند هذا الحد قبل أن يندلع في الضفة بشكل يهدد الأردن، وعندها لن يكون الصوت العالي بديلا للاستراتيجيا.