لأول مرة أصحو ولا رغبة لي بالكتابة لفلسطين ، للأوطان أحيانا لدغ الأقارب في سخرية السجع ” الأقارب عقارب ” ، والزعل الوطني أشد مضاضة وأنت ترى قومك في “غزية ” تغزو بعضها بعضا في مهارة صناعة الخازوق الذاتي في هذا الصراع الفلسطيني الفلسطيني في دفتي الوطن ” المنكوب والمنكوس ” حسب جغرافية الدبابة الاسرائيلية في روزنامة الاحتلال ..
لا شيء يشبه أوضاعنا الفلسطينية الحالية الا هذا التلوث الحاصل الآن على طول الشاطئ الفلسطيني الذي يلوث زرقة بحرنا بالقطران الأسود من رأس الناقورة الى رفح ..
والقطران ان نطق لهجته الشعبية هو ” الزفت ” وفي هذا الوضع الزفت أنت مصاب بعقم الكتابة النقية لبلادك في هذا التلوث الذي يجعل نتنياهو بطل مشروع القومية اليهودية ضيفا على بلدات ومدن عربية فلسطينية في هذه المناكفة الانتخابية ” لأقلية ” تقلل من أقليتها في هذا الانقسام في قائمة كانت مشتركة يشرك بعض منا بشراكة أصحاب البلاد في وجه الغزاة ..
وفي هذا التشرذم تهدد جرافات نتنياهو بيتا فلسطينيا في قرية نحف في الجليل بالهدم لعدم حصوله على رخصة بناء في دولة قامت اصلا بدون ترخيص ..
وفي الجانب الآخر من الوطن “الوطن المنكوس ” يتظاهر أمام وزارة الشؤون المدنية في رام الله فلسطينيون محرمون من بطاقة هوية تسمح لهم بالتجول في بلادهم وهم أكثر من 200 الف فلسطيني يعيشون بالخفاء في بلادهم يطل عليهم حسين الشيخ بعين اوسلو البصيرة ويدها القصيرة لان ملف قضيتهم بيد عدوهم ..
وفي هذا الوضع ” الزفت ” وانت تتفرج على صراع انتخابي على سلطة لا تستطيع منح بطاقة هوية لمواطنيها لان “رقمها الوطني ” بيد اسرائيل تبتهج لإطلاق الحريات بمرسوم جمهوري في هوية مقيدة ..
هذا الصباح رأيت مجموعة من شباب وشابات غزة يتطوعون لتنظيف التلوث على شاطئ غزة ، وقبلها شابة فلسطينية في حيفا تقود حملة لتنظيف التلوث على شاطئ حيفا ..
وبين حيفا وغزة بين وطن منكوب ووطن منكوس لا رغبة لي للكتابة لفلسطين في هذا الزفت .. اعذروني !