قال الكاتب والمحلل السياسي غيث العمري، إنه من غير الواضح أن تجرى انتخابات المجلس التشريعي في موعدها المحدد، متوقعا أنه في حال أجريت أن يكون لحركة حماس اليد العليا. وأضاف العمري في مقال تحليلي، نشر عبر موقع معهد واشنطن للدراسات، أن الانقسامات داخل حركة فتح، والوحدة التي يتمتع بها خصومه، قد تدفع رئيس السلطة محمود عباس لتأجيل الانتخابات. وتابع المحلل الذي يشغل “زميل قديم في معهد واشنطن للدراسات السياسية”، وشغل سابقًا مناصب عدة في السلطة الفلسطينية، أن حركة حماس تبدو مترابطة، في حين تظهر انشقاقات واضحة في صفوف حركة فتح. وقال إن بعض العوامل الرئيسية تغيرت منذ إجراء الانتخابات الأخيرة عام 2006، لكن الصورة العامة متشابهة بشكل مثير للقلق. وأشار إلى أنه ورغم التوترات، تظهر حركة حماس بجبهة موحدة مع دخولها الانتخابات، التي قد تشمل منافسات أخرى في وقت لاحق هذا العام. وتحدث أن حركة حماس خاضت غمار انتخاباتها الداخلية بغزة الشهر الماضي، و”ها هي تستعد لخوض الانتخابات العامة بشكل موحد ومنضبط”. وفي السياق، قال الكاتب: “الانقسامات الحالية في حركة فتح تستحضر ذكريات سيئة عن هزيمتها عام 2006”. ومضى يقول: “بعد تلك الانتكاسة سعى رئيس السلطة محمود عباس، إلى إحكام قبضته من خلال قمع واستبعاد أي آراء معارضة في صفوف الحركة، ورغم نجاحه في فرض سيطرته الكاملة على الهياكل الرسمية للحركة، إلا أنه تم إبعاد جماعات انتخابية كبيرة بسبب نهجه القسري”. وأوضح أن التكتيكات التي استخدمها عباس في منع الترشح خارج قائمة حركة فتح، لم تستميل بعض الفئات القادرة على التأثير، بمن فيها محمد دحلان، ومروان البرغوثي. وأشار إلى أن دحلان الذي طرد من حركة فتح ويعيش حاليا في الإمارات، يعتبر الانتخابات والتطورات المحيطة فيها، خطوة أولى نحو عودته إلى الحياة السياسية، وقد يضمن محاولته خوض انتخابات الرئاسة في النهاية. وقال الكاتب: إن دحلان ورغم عدم ترشحه بنفسه لانتخابات التشريعي، لأنه أدين بتهم فساد عام 2014، إلا أنه يحظى بدعم في الضفة وغزة، وأشار إلى أن حركة حماس أتاحه له ولأنصاره مجالا واسعا للعمل في قطاع غزة. وعاد المحلل غيث للحديث عن طريقة تعامل عباس مع ترشح القدوة، وقال: طرده من فتح ومؤسسة ياسر عرفات، وعمل على مضايقة مساعديه. وكان الكاتب قد توقع في مقاله المنشور قبل أيام قليلة، أن تشهد عملية تشكيل اللائحة الرسمية لفتح توترات وتداعيات خطيرة، وهو ما أثبتها الميدان إذ شهدت ليلة تسجيل القائمة في آخر ساعة قبل إغلاق باب الترشح، إطلاق نار كثيف في الضفة، وانسحابات عديدة.
المركز الفلسطيني للإعلام