أتأمل مُحمدا، وأراجع علاقتي به، فأدرك كم هي وطيدة، يقينية، حميمية، نقية، عميقة، عريقة، رفيقة وممتدة.
علاقة من طراز خاص فريد، لا يمكن أن يشوبها ظِلالٌ أو ضَلال.
وحين يحلّ عيدُ مولده، أفرح فرحا حقيقيا عميقا. فرحا شخصيا كأنما هو عيد ميلادي أو عيد ميلاد كل أحبابي مجتمعين.
نشأت على هذه المحبة الخالصة الخاصة الممتدة، التي يزيد عمرها على 65 عاما، من الرَّفَقِ والمحبة والتبجيل،
لم يدلني أحد عليها !
ولطالما أحسست بيد قوية حانية، تمسك بيدي وتجنبني الزلل والعثار، وتأخذني إلى طريق الفرج والفرح.
محمد بن عبد الله بالنسبة لي، هو حبيبي وسندي وشفيعي الذي أستند إليه وأطمئن إلى شفاعته الحارة، يوم الحساب العظيم، الذي اتطلع أن اعبره بأوزاري الصغيرة دون خزي.
محمد بن عبد الله في وجداني، هو الطيب الرحب، الذي يمتلئ قلبه بالمحبة والرحمة والخير، الذي وصفه جلّ وعلا بقوله {وإنك لعلى خلق عظيم}.
في مثل هذه الأيام المباركة، وضعت سيدتنا آمنة بنت وهب الزهرية القرشية، ولدا جميلا، كان خاتم رسل الله الى البشرية، وهاديها، ومنقذها من الوثنية والجهل والعنصرية والعصبية القبلية.
ورغم جائحة اليتم المبكر، ومرارة الخذلان العظيم، فإن محمدا اليتيم، كافح من اجل العيش باستقامة مفرطة، وتفرّغ لرسالة الرشد والهداية والتنوير، وحرر أمتنا من الرق والظلم والطبقية و وئد البنات.
نحبك محمد بن عبد الله، حبا رائقا صادقا. ويمدنا حبُّك هذا، بطاقة محبة وخير ورحمة. وسنظل نحاول بلوغ المراتب السامقة التي حثثتنا على بلوغها، تلكم القيم التي تحمل للأمة كل عوامل التقدم والنجاح والمنعة.
إن يوم مولد القائد العربي محمد، هو يوم مجيد من أيام الإنسانية عامة، والعرب، الذين ينتسب محمد إلى قريش أعرق قبائلهم.
قيل في مدح الرسول الكثير، ويُجمِع معظم مفكري وفلاسفة ومؤرخي الغرب، على أن محمدا كان بالغ التأثير، عميق التغيير.
يقول غوستاف لوبون: “إذا قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم، كان محمد من أعظم من عرفهم التاريخ”.