شموع بيت لحم

أشعلت بيت لحم شموعها ، وذوت شموع " الحانوكا " في شمعدان الغزاة ، وانتصرت بشارة الله في الناصرة على حقد أحبار اليهود ، وسطع نور طفل المغارة في مهد بيت لحم ، واحتضنت مريم الفلسطينية ابنها ، مسحته بزيت الزيتون .. وصار لأرض الزيتون مسيحها الفلسطيني ، رسول السلام في بلاد لم تعرف السلام يوما .
أشعلت بيت لحم شموعها ، ورتّلت حزنها الفلسطيني في كنيسة المهد ، وأنظار العالم توجهت نحو المدينة الأسيرة خلف الجدار العازل ، تصلي للسلام بين دبابات الغزاة ، وجرافاته تفترس أشجار الزيتون ، هي الشجرة التي يكرهونها منذ ان صنعوا من خشبها صليب المسيح الذي حمله على ظهره في طريق الجلجلة .
يحتفل الفلسطينيون بعيد ميلاد المسيح ليسقطوا منطق التهويد الذي يريده حكام إسرائيل لبلاد كانت حضنا فلسطينيا لجميع الأديان .
في عيد ميلاد المسيح ؛ تصبح كل شجرة زيتون في فلسطين شجرة عيد الميلاد ، يزينها الفلسطينيون بأضواء الأمل بزوال الاحتلال ، وبلا جدار عازل يعزل بيت لحم عن الناصرة ، ورام الله عن القدس ، وغزة عن يافا .
أشعلت بيت لحم شموعها ، وذوت شموع "الحانوكا " في شمعدان الغزاة .. وكل عام وفلسطين بكل طوائفها بخير .
الكاتب الصحفي | خالد عيسى - السويد



















