ماذا خسر العرب مع باراك أوباما؟

بلكي الإخباري مهند مبيضين
يمضي الرئيس باراك أوباما إلى المزيد من تحيير اصدقائه في الشرق الأوسط، يتفق مع الجميع ويتحاور مع الكل، ويقرر بما يريد الجميع لكن من دون حسم او تحقيق نتائج.
يوافق اقطاب المنطقة على أن إيران يجب أن لا تتدخل في شؤون جيرانها العرب ويطمئنهم على ذلك، لكنه يتفق معها على مستقبل يجعلها اكثر قوة ويمنحها المزيد من الحضور.
يتفق مع الجميع على ضرورة السلام والحل النهائي ودولة فلسطينية مستقلة وينادي بتعويض الفلسطينين عن تشريدهم، لكن اسرائيل مفضلة لديه فيمنحها المزيد من الاستثناءات الأمريكية لتتسيد المنطقة، ويتجاهل كل غلوها وتطرفها ضد الفلسطينين ويطالب العرب بالاعتراف باسرائيل وأحقيتها بذلك.
يقر بالحل الحاسم للأزمة السورية، لكنه لا يتبناه، ويترك لفلاديمير بوتين فرصة فرض الحل المقترح ويوافقه، لكنه لا يحسم معه مصير الأسد الذي يُبقي عليه بوتين كعنوان حكم لا بدل يدخله حلف مواجهة الارهاب.
يرى الأزمات تلف المنطقة العربية ويتابع انهيار أسعار النفط ويترقب بذكاء لفرض أي واقع مستقبلي ليحيل المنطقة إلى خراب، وهكذا أمريكا تفعل ما يوافق مصالحها التي تفرض وجودها من جديد بصورة مختلفة كلما زعمت أنها ستحمل أمتعتها وتغادر.
جاء أوباما بسياسة التخفف من الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط، ليتفرغ للداخل والمارد الصيني الذي يعيش اليوم تراجعا اقتصادياً إن استمر سيعيد أمريكا سيدة متوجة بلا منافس في الاقتصاد العالمي، لكن زعمه بالخروح لم يواتِ الظروف الاقليمية التي رأت روسيا في المنطقة بعد الخروج الأمريكي منا ما لا يحمد عقباه.
روسيا وجدت الطريق آمناً، لكنها لا تريد نفوذاً كاملاً، بل مناطق نفوذ، وأمريكا المتخففة من أثقال التاريخ في الشرق الاوسط لا تريد طرداً من أي جبهة في الشرق الأوسط يشابه طرد الروس من افغانستان، لذلك خرجت من العراق بعدما ادرك الرئيس أوباما أن جثامين الجند المرسلين من خلف البحار لبلاده ستزداد.
أنقذ أوباما وجه أمريكا مرحلياً بتصفية زعماء القاعدة وإخراج القذافي من السلطة وزحزحة الوضع مع إيران، لكنه لم يتلذذ بنصر مكتمل ومنفرد، وأمريكا امبراطورية لا تعرف الهزائم ولا طاقة لها على تحملها. لذلك، وقف بوتين بوجهه، ليدير المنطقة وأحلافها بما يدخل أمريكا فيها، وفي منصة الأمم المتحدة بدورتها السبعين كانت المواجهة ليظهر كل واحد مخالبه للآخر.
دعا الرئيس الروسي فلادمير بوتين الى تشكيل «تحالف واسع ضد الارهاب» للتصدي للجهاديين في سوريا والعراق، واعتبر في أول كلمة يلقيها أمام الجمعية العامة للامم المتحدة منذ عشرة أعوام، أن رفض التعاون مع الحكومة السورية وجيشها في هذه المعركة سيكون «خطأ كبيرا» وعاد ليقول: «إن بغداد ستكون مركز الحلف الجديد مع إيران وسوريا»، في إشارة إلى تحالفات الحروب الكبرى.
قال بوتين بوضوح: «إن مصير الأسد لا يقرره هولاند ولا أوباما بل الشعب السوري» واتكأ على الإرهاب من جديد ليقدم الدعوة من جديد لأوباما إن كان يريد الشراكة في حرب مفتوحة قد لا تنتهي بزوال الرئيس بشار الأسد فقال: «علينا أن نعالج المشاكل التي تواجهنا جميعا ونؤلف تحالفا واسعاً ضد الارهاب».
وفيما بوتين استغرق بالحديث عن الشرق الأوسط فإن أوباما لم يضعه كوجهة أساسية لاهتمامات السياسة الأمريكية في رئاسته المتبقي منها فترة محدودة، فاختار هو أيضا خطر الإرهاب عنواناً للمواجهة وتحدث عن دور بلاده طول سبعة عقود من عمر المنظمة الدولية لمنع قيام حرب عالمية ثالثة، وتجاهل القضية الفلسطينية أساس الصراع والتوتر في المنطقة، وأعرب عن استعداد واشنطن للعمل مع روسيا وحتى ايران ضد تنظيم داعش، لكنه لم يمرر اللحظة دون أن ينتقد مؤيدي الرئيس السوري بشار الاسد الذي وصفه بانه «طاغية وقاتل اطفال» كان هذا الوصف لبشار الأسد ضروري أن يصدر عن أوباما؛ لأنه يعرف بأن الدب الروسي سيتشبث به في أي تسويه مقبلة لحل الصراع السوري.
بوتين لم يخجل من سيد البيت الأبيض، فاتح الجميع بأن تصاعد التطرف العنيف في العراق وليبيا يعود الى التدخل العسكري الامريكي الذي قال انه اطلق العنان للفوضى في الشرق الاوسط، صمت أوباما، تأمل شروط المواجهة ولبى دعوة الغداء التي وجهها بان كي مون لثلاثة عشر ملكا ورئيسا ورئيس حكومة من المشاركين في الاجتماعات الأممية، ونسي أنه كذب على العالم والمنطقة كثيراً.
في عام 2011 وفي خطابه أمام المنظمة الدولية ومن ذات المنصة تحدث عن المعاناة اليهودية، وعن مخاوف إسرائيل الأمنية من دون أن ينبس ببنت شفة عن الاحتلال أو المستوطنات التي كان أوباما نفسه قد حاول –وفشل- وقف توسعها المستمر وطالب بالاعتراف باسرائيل وقال: «قد أسس الشعب اليهودي دولة ناجحة في وطنه التاريخي»، وأضاف: «إن إسرائيل تستحق الاعتراف بها، وهي تستحق أن تتمتع بعلاقات طبيعية مع جيرانها»..
نسي أوباما العام 2011 أنه في خطابه في القاهرة عام 2009 قد أشار إلى أن إنشاء إسرائيل أفضى إلى تشريد الفلسطينيين، وإلى أن السلام يتطلب تعويض الفلسطينيين عن ستة عقود من المعاناة. وكذلك تجاهل الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على القدس ولم يقل كلمة عن تطرف اسرائيل في المنطقة ولا عن الاستطيان الذي حاول مرارا وقف تمدده وارسل من اجله وزير خارجيته جون كيري مراراً لكن دون جدوى.
نسي أوباما أن القضاء على تطرف داعش واخواتها لا ينفصل عن ضرورة وقف تعدي اسرائيل على حقوق الفلسطينين ووقف الاحتلال وضرورة تحقيق الدولة الفلسطينية، وذهب أكثر ليتقارب مع أفكار بوتين الذي لم يأت للمنطقة العربية بوصفة فاتحاً ومبشراً بالديمقراطية كما فعل أوباما وأسلافه.
في الختام، خسر العالم كثيراً بمجيء أوباما لسدة الرئاسة ولكن الخاسر الأكبر كان العرب، الذين تفاءلوا بوجوده في البيت الأبيض لاعتبارات كثيرة ليس أقلها الجذور والأصول والرغبة بوقف الهجمة الأمريكية على الشرق، وليس ابعدها حديثه المستمر عن العدالة والقيم الأمريكية العالمية التي اكتشف العالم زيفها في اكثر من درس وجبهة.
عن اليوم السعودية
يمضي الرئيس باراك أوباما إلى المزيد من تحيير اصدقائه في الشرق الأوسط، يتفق مع الجميع ويتحاور مع الكل، ويقرر بما يريد الجميع لكن من دون حسم او تحقيق نتائج.
يوافق اقطاب المنطقة على أن إيران يجب أن لا تتدخل في شؤون جيرانها العرب ويطمئنهم على ذلك، لكنه يتفق معها على مستقبل يجعلها اكثر قوة ويمنحها المزيد من الحضور.
يتفق مع الجميع على ضرورة السلام والحل النهائي ودولة فلسطينية مستقلة وينادي بتعويض الفلسطينين عن تشريدهم، لكن اسرائيل مفضلة لديه فيمنحها المزيد من الاستثناءات الأمريكية لتتسيد المنطقة، ويتجاهل كل غلوها وتطرفها ضد الفلسطينين ويطالب العرب بالاعتراف باسرائيل وأحقيتها بذلك.
يقر بالحل الحاسم للأزمة السورية، لكنه لا يتبناه، ويترك لفلاديمير بوتين فرصة فرض الحل المقترح ويوافقه، لكنه لا يحسم معه مصير الأسد الذي يُبقي عليه بوتين كعنوان حكم لا بدل يدخله حلف مواجهة الارهاب.
يرى الأزمات تلف المنطقة العربية ويتابع انهيار أسعار النفط ويترقب بذكاء لفرض أي واقع مستقبلي ليحيل المنطقة إلى خراب، وهكذا أمريكا تفعل ما يوافق مصالحها التي تفرض وجودها من جديد بصورة مختلفة كلما زعمت أنها ستحمل أمتعتها وتغادر.
جاء أوباما بسياسة التخفف من الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط، ليتفرغ للداخل والمارد الصيني الذي يعيش اليوم تراجعا اقتصادياً إن استمر سيعيد أمريكا سيدة متوجة بلا منافس في الاقتصاد العالمي، لكن زعمه بالخروح لم يواتِ الظروف الاقليمية التي رأت روسيا في المنطقة بعد الخروج الأمريكي منا ما لا يحمد عقباه.
روسيا وجدت الطريق آمناً، لكنها لا تريد نفوذاً كاملاً، بل مناطق نفوذ، وأمريكا المتخففة من أثقال التاريخ في الشرق الاوسط لا تريد طرداً من أي جبهة في الشرق الأوسط يشابه طرد الروس من افغانستان، لذلك خرجت من العراق بعدما ادرك الرئيس أوباما أن جثامين الجند المرسلين من خلف البحار لبلاده ستزداد.
أنقذ أوباما وجه أمريكا مرحلياً بتصفية زعماء القاعدة وإخراج القذافي من السلطة وزحزحة الوضع مع إيران، لكنه لم يتلذذ بنصر مكتمل ومنفرد، وأمريكا امبراطورية لا تعرف الهزائم ولا طاقة لها على تحملها. لذلك، وقف بوتين بوجهه، ليدير المنطقة وأحلافها بما يدخل أمريكا فيها، وفي منصة الأمم المتحدة بدورتها السبعين كانت المواجهة ليظهر كل واحد مخالبه للآخر.
دعا الرئيس الروسي فلادمير بوتين الى تشكيل «تحالف واسع ضد الارهاب» للتصدي للجهاديين في سوريا والعراق، واعتبر في أول كلمة يلقيها أمام الجمعية العامة للامم المتحدة منذ عشرة أعوام، أن رفض التعاون مع الحكومة السورية وجيشها في هذه المعركة سيكون «خطأ كبيرا» وعاد ليقول: «إن بغداد ستكون مركز الحلف الجديد مع إيران وسوريا»، في إشارة إلى تحالفات الحروب الكبرى.
قال بوتين بوضوح: «إن مصير الأسد لا يقرره هولاند ولا أوباما بل الشعب السوري» واتكأ على الإرهاب من جديد ليقدم الدعوة من جديد لأوباما إن كان يريد الشراكة في حرب مفتوحة قد لا تنتهي بزوال الرئيس بشار الأسد فقال: «علينا أن نعالج المشاكل التي تواجهنا جميعا ونؤلف تحالفا واسعاً ضد الارهاب».
وفيما بوتين استغرق بالحديث عن الشرق الأوسط فإن أوباما لم يضعه كوجهة أساسية لاهتمامات السياسة الأمريكية في رئاسته المتبقي منها فترة محدودة، فاختار هو أيضا خطر الإرهاب عنواناً للمواجهة وتحدث عن دور بلاده طول سبعة عقود من عمر المنظمة الدولية لمنع قيام حرب عالمية ثالثة، وتجاهل القضية الفلسطينية أساس الصراع والتوتر في المنطقة، وأعرب عن استعداد واشنطن للعمل مع روسيا وحتى ايران ضد تنظيم داعش، لكنه لم يمرر اللحظة دون أن ينتقد مؤيدي الرئيس السوري بشار الاسد الذي وصفه بانه «طاغية وقاتل اطفال» كان هذا الوصف لبشار الأسد ضروري أن يصدر عن أوباما؛ لأنه يعرف بأن الدب الروسي سيتشبث به في أي تسويه مقبلة لحل الصراع السوري.
بوتين لم يخجل من سيد البيت الأبيض، فاتح الجميع بأن تصاعد التطرف العنيف في العراق وليبيا يعود الى التدخل العسكري الامريكي الذي قال انه اطلق العنان للفوضى في الشرق الاوسط، صمت أوباما، تأمل شروط المواجهة ولبى دعوة الغداء التي وجهها بان كي مون لثلاثة عشر ملكا ورئيسا ورئيس حكومة من المشاركين في الاجتماعات الأممية، ونسي أنه كذب على العالم والمنطقة كثيراً.
في عام 2011 وفي خطابه أمام المنظمة الدولية ومن ذات المنصة تحدث عن المعاناة اليهودية، وعن مخاوف إسرائيل الأمنية من دون أن ينبس ببنت شفة عن الاحتلال أو المستوطنات التي كان أوباما نفسه قد حاول –وفشل- وقف توسعها المستمر وطالب بالاعتراف باسرائيل وقال: «قد أسس الشعب اليهودي دولة ناجحة في وطنه التاريخي»، وأضاف: «إن إسرائيل تستحق الاعتراف بها، وهي تستحق أن تتمتع بعلاقات طبيعية مع جيرانها»..
نسي أوباما العام 2011 أنه في خطابه في القاهرة عام 2009 قد أشار إلى أن إنشاء إسرائيل أفضى إلى تشريد الفلسطينيين، وإلى أن السلام يتطلب تعويض الفلسطينيين عن ستة عقود من المعاناة. وكذلك تجاهل الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على القدس ولم يقل كلمة عن تطرف اسرائيل في المنطقة ولا عن الاستطيان الذي حاول مرارا وقف تمدده وارسل من اجله وزير خارجيته جون كيري مراراً لكن دون جدوى.
نسي أوباما أن القضاء على تطرف داعش واخواتها لا ينفصل عن ضرورة وقف تعدي اسرائيل على حقوق الفلسطينين ووقف الاحتلال وضرورة تحقيق الدولة الفلسطينية، وذهب أكثر ليتقارب مع أفكار بوتين الذي لم يأت للمنطقة العربية بوصفة فاتحاً ومبشراً بالديمقراطية كما فعل أوباما وأسلافه.
في الختام، خسر العالم كثيراً بمجيء أوباما لسدة الرئاسة ولكن الخاسر الأكبر كان العرب، الذين تفاءلوا بوجوده في البيت الأبيض لاعتبارات كثيرة ليس أقلها الجذور والأصول والرغبة بوقف الهجمة الأمريكية على الشرق، وليس ابعدها حديثه المستمر عن العدالة والقيم الأمريكية العالمية التي اكتشف العالم زيفها في اكثر من درس وجبهة.
عن اليوم السعودية



















