الجغبير يكتب : في عيدها الـ ١٤٢.. راهبات الوردية يُرفرف القلب ويلدُ على حين عشق أقواس قزح قرمزية

محمد الجغبير ..
في مدرسة كلية راهبات الوردية شميساني ، سماءٌ يملؤها الحمام، وورود يانعة تصطف في صباحات الإشراق، تنتقل خطاها في الساحات والباحات بشغف الحياة، كما فرح اليمام… طالبات بعمر البراعم في قسم الروضة وأخريات بعمر المستقبل الأخضر اليانع، ومربيات شامخات كما زنابق نهر الأردن.
مشاهد تأخذك إلى عبق تاريخ العلم والإنسانية، كوادر إدارية وتعليمية اختصرت في كفاءاتها حضارة شرق، تحمل في عمق اسمها (١٤٢) عاما
مؤسسة تربوية وروحية متميزة محلياً وعربياً، تربي الأجيال الجديدة على أسمى القيم الروحية والإنسانية وتؤمن لهم المعرفة العلمية الحديثة في ثوب من العراقة والحداثة.
مئة واثنان واربعون عاما على تأسيس الراهبات الوردية ، حين ولدت في المشرق العربي عام 1880م في مدينة القدس ، هناك في أرض مهبط الأديان.
في مدرسة كلية راهبات الوردية، ملائكة صغار، تتهادى خطاهم على غُصين القلب، فيولد النهار اهدابٌ ترمشُ فوق العيون العسلية وترنيمات ملائكةُ تتهادى على الشفاهِ الوردية واسمعهم يرددون في كل صباح …
"يا رب السلام .. امطر علينا السلام ..امنح بلادنا السلام .. يا رب السلام .. بارك بلادنا .. بارك مليكنا .. بارك بيوتنا .. بارك اطفالنا .. يا رب السلام"
في الطابور الصباحي لروضة راهبات الوردية، أنت أمام لوحة فسيفساء أردنية
أمام سيمفونية حياة عنوانها كيف تزرع الوطن في المخيلة البيضاء الندية و يُرفرف القلب ويلدُ على حين عشق أقواس قزح قرمزية
في ذات الطابور فراشات بعمر ابنتي شام ورفاقها من أطفال عمان البهية أكفٌ بيضاء ، تبتهلُ لرب السماء
أن بارك بلادنا ومليكنا.. أطفالنا وبيوتنا
رسالة سماوية قالت بها جميع الأديان ينشدها الصغار في صباحاتِ ربّة عمون عمان بعد أن تعلموا كيف يكون حب الأوطان.
في الطابور الصباحي، رحلة حياة ، رسم خارطة وطن أبدية
معلمات ومشرفات وإداريات، يُشاركن الأطفال طقوس كرنفال كل صباح، يزرعن ما تيسر من حب أمومي على الوجوه الصغيرة، ليستحيل اليوم الدراسي إلى حكاية اسمها (هنا الأردن الكبير..)
هنا أردن معشوقتي ابنتي شام ورفاقها، أردن الفرح المٌختلس من براثن ارهاصات العصر، وعوالق السياسة، والقلوب التي تبحث عن البياض، في زهو الأطفال وشبرات الصغار.
امهات بعمر الياسمين ينتشرن في الأرجاء، والساحات
يسكّن قلوب الصغار كجذع نخيل يَقُطرٌ عسلا
إن هبت ريحٌ تشرين ألقاً على وشاح الراهبات
وعلى أنغام سيدة صباحات الكونية فيروز تتهادى خٌطى أقدام الصغار إلى صفوفهم ..
وطني .. يا جبل الغيم الأزرق، وطني .. يا قمر النّدي والزّنبق، يا بيوت الْـ بيحبّونا، يا تراب اللّي سَبَقونا… أنا حجرة أنا سَوسنِة .. يا وطني ..



















