+
أأ
-

ورحل خالد محادين.. الصحفيون والشعراء الأردنيون يفتقدون قامة ثقافية باسقة

{title}
بلكي الإخباري رحل الإعلامي الكبير والشاعر خالد محادين يوم أمس، عن عمر ناهز 74 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً خلفه إرثا إعلاميا وثقافياً وأدبيا كبيرا، حيث حظي فقيد الأردن بالاحترام على المستويين العالمي والعربي.
واضافة إلى أنه شاعر مهم، أسهم بثقافته العميقة وتبحره بالأدب في حفر اسمه بين الشعراء الأردنيين المهمين، فإن الفقيد يعد أيضا من الرعيل الأردني الأول، الذي أسهم بارتقاء الصحافة الاردنية، وشكل علامة بارزة في تاريخها الحديث، حيث عمل طويلا مع صف طويل من الاساتذة الصحفيين والكتاب الاردنيين الكبار، كان منهم الراحلون محمود الكايد، محمود الشريف، ابراهيم سكجها، بدر عبد الحق وعرفات حجازي وآخرون.
محادين، الذي أبصر النور في مدينة الكرك العام 1941، والحاصل على شهادة الدبلوم المتوسط في اللغة العربية وآدابها، من دار المعلمين في عمّان سنة 1960، عمل كاتبا صحفيا في جريدة الرأي لفترة طويلة، وأسهم ايضا في الكتابة بعدة صحف محلية. فيما كان عمل مساعداً لمدير دائرة الثقافة والفنون (1978-1980)، مستشاراً إعلامياً لوزير الثقافة والشباب (1980-1982)، مستشاراً لوزير الإعلام (1983-1989)، مستشاراً إعلامياً في الديوان الملكي (1989-1993)، مديراً عاماً لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" (1993/1994)، مستشاراً إعلامياً لرئيس الوزراء (1994)، ومستشاراً ثقافياً لأمين عمّان الكبرى (1999-2002).
وقال رئيس رابطة الكتاب الأردنيين د. زياد ابو لبن، تعليقا على رحيل محادين "فقدنا أخاً وصديقاً وشاعراً كبيراً، من شعراء الأردن، الذين عبروا في شعرهم عن قضايا الأمة العربية بصدق، وعن القضية الرئيسية والجوهرية قضية فلسطين، وكان لمقالته الصدى الأوسع في الأوساط الثقافية والسياسية".
وزاد "محادين من أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين الذين أسهموا أسهاما حقيقياً في الحراك الثقافي، وإن كان في السنوات الأخيرة من حياته، قد انزوى عن المشاركة والكتابة لأسباب صحية ألمت به، لكنه بقي حاضراً بنتاجه الشعري وكتاباته النثرية، فرحيله كان مفاجئا ترك فينا ألماً وحزناً". وختم ابو لبن "نعزي أنفسنا وأهله وأصدقاءه ومحبيه، فله الرحمة من قبل ومن بعد".
أما الشاعر د. حكمت النوايسة فقال اننا "خسرنا برحيل محادين من كان يمدنا بالأمل، والإصرار على الحياة، وعلى الوطن". واضاف ان "محادين كان نموذجا للمثقف، الذي لا يفرق بين الوطن والأمة، فضلا عن تحليه بطاقة ايجابية، كان يسربها فيما يكتب".
وقال النوايسة ان الراحل محادين "لم يكن عدميا، بل كان مؤمنا باشراق ضوء ما، ومؤمنا بحتمية أن يكون لهذه الأمة مكان في دائرة الضوء وهذا العالم، وقد تجلى ذلك في ما تركه لنا من أشعار، تحمل هذه الروح".
ورأى النوايسة أن قراء مقالات محادين "كانوا يدركون كم كان منشغلا بقضية الوطن، ومن عاشره يعرف تلك الجراءة عنده، في قول الحق، وذلك الصدق في تعامله مع القضايا القومية والوطنية".
من جانبه، قال الشاعر د. عبد الرحيم جداية إن محادين "شخصية أدبية وإعلامية وثقافية أردنية بارزة"، وانه كان يملك وعيا بالمشروع الوطني الأردني، في الوقت الذي اسهم هو ايضا في تشكيل هذا الوعي بمشاركته الادبية والثقافية وحواراته وندواته، ومقالاته".
"عندما نتذكر محادين نتذكر تاريخا من العطاء، وتاريخا من الصمود، فهو شخصية لا تعوض، لان الأجيال لا تنتج مثل هذه الشخصيات إلا كل قرن، مرة واحد" يقول محادين، الذي يشدد على ان محادين كان "نصير الكلمة ونصير المجتمع بمختلف طبقاته، ولم يقف عند حد التكتل، بل كان له طريقة مختلفة في التواصل مع الجميع، وأسلوبا فريدا في خدمة الجميع".
اما الشاعر عطاالله الحجايا فرأى انه برحيل محادين "فقدنا واحدا من الشعراء المميزين، على الساحة المحلية والعربية" وقال "كان صاحب حس قومي وعروبي عال، ومبدعا متنوعا، إذ كتب القصة والشعر والمقالة".
محادين، الذي كان الكاتب الشخصي للمغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، انشغل لسنوات طويلة بالعمل والعطاء من أجل وطنه وشعبه، مستنداً الى حبر قلمه منتمياً الى قضية غير مرتبطة بمصلحة خاصة، بل مرتبطة بهموم الوطن والمواطن، فهو دائما ما كان يعبر عن مشاعره تجاه الآخرين، بكل جرأة لا لموقف شخصي، وانما انطلاقا من مصلحة الوطن والمواطن، كما يقول زملاء للراحل.
خصوصية الحالة الاردنية ظلت جاثمة على عقل وصدر محادين، الذي التزم بالكتابة في الزميلة "الرأي" منذ العام 1978، اذ كان يقول انه وعلى امتداد أكثر من 31 عاما، لم يقتنع يوما بوجود خطوط حمر، أو خطوط بيض في ممارسته لحرية التعبير.
غادر محادين الدنيا تاركاً بصمة خاصة، حفظت له مكانته في الصحافة المحلية والعربية، وفي الشعر والثقافة الأردنية.

 

الغد