+
أأ
-

ضرغام هلسة يكتب :- من اهم اوراق تاريخنا النضالي

{title}
بلكي الإخباري


بتاريخ 15/5/1980تم اعتقالي في العراق وكنت انذاك في قاعة امتحان التخرج من قسم العلوم السياسية في جامعة بغداد لاننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حددنا موقفا معارضا لتوجهات الحكم في العراق انذاك في توتير العلاقات مع حكومة الثورة الايرانية الحديثة الولادة لقناعتنا بان العدو الصهيوني هو العدو الرئيسي والذي يجثم على بوابتنا الغربية للوطن والامة ولم يكن لدينا اي افتراض سياسي او ايدلوجي بان ايران الجارة التاريخية للامة يمكن ان تكون عدوا رئيسيا للامة على بوابته الشرقية
وبعد 45يوم من الاعتقال الخشن تم ابعادي لبيروت وهناك تم الاحتفاء بي من رفاقي وطلب الدكتور جورج حبش (الحكيم ) ان يراني
وذهبت للقاء معه انا ورفيقي عزالدين محمد علي المبعد قبلي من العراق وبدون اعتقال مسبق وهو من لاجيء العراق ومن سكان الطوبجي وبعدها في حي البلديات
فكان اللقاء وديا ورفاقيا وابويا كما هي عادة الرفيق الحكيم في لقاءاته معنا
وكنا انذاك نعيش تحت ضغط تداعيات زيارة الرئيس السادات لفلسطين المحتلة وما انتجت من سياسات اعترافية وتطبيعية مع العدو الصهيوني وكان قلقنا يتزايد بعد فشل قمة بغداد برسم سياسة واضحة بوقف تداعيات تلك الزيارة واخطارها على المسار العام في سياسات النظام الرسمي العربي
مما دفع الانظمة العربية الوطنية والثورة الفلسطينية معها بتشكيل جبهة الصمود والتصدي على الرغم من ان منظمة التحريرالفلسطيينية انذاك وفي المجلس الوطني المنعقد في عام 1974قد رفعت شعار القرار الوطني الفلسطيني المستقل كتوطئة للخروج من تحت العباءة السورية وتوجهاتها السياسية وتوسع قاعدة البث الاعلامي لتزييف الموقف السوري وتشوية صورة قيادتها وخاصة بعد موتمر قمة الرباط حيث تم اقرار مبادرة الامير فهد الاستسلامية انذاك
ولان الرفيق الحكيم قد التقى مع الرئيس الراحل حافظ الاسد اكثر من مرة استوضحنا من الحكيم عن حقيقة الموقف السوري لان التعبئة الاعلامية كانت معادية تماما للموقف السوري وتشكك به
فقال الحكيم
الرئيس الاسد يبني موقفه على اساس تاريخي فعندما استمعت له كان مقنعا في الربط بين الماضي والحاضر والمستقبل واكد لنا بان موقفه من ما يسمى بعملية السلام يرتكز على البعد التاريخي اولا ويستمد عناصره من حركة الواقع حيث قال ان اي موافقة على السلام مع العدو الصهيوني ستقوم الراسمالية الصهيونية بابتلاع المنطقة واول ما ستبداء به هو شراء الاراضي واستملاكها لان ملكية الارض ستعطيها القوة الواقعية لتنفيذ مشروعها التوسعي لان صراعنا مع العدو صراع وجود وليس صراع حدود
ومن ذلك الحين ترسخت لدي قناعة بان سوريا قيادة وشعبا لايمكن ان تخون قضيتها الاولى وهي قضية فلسطين وأمنت بقناعة رغم كل التقلبات بان استراتيجية سوريا وديبلوماسيتها الكفاحية لايمكن ان تنزلق الى مواقع الرجعيات العربية والانهيارات التي حصلت في النظام الرسمي العربي فلذلك هاهي تدفع الثمن الجسيم لمواقفها المعلنة والمستترة
فكان ذلك اللقاء ورقة من اهم اوراق تاريخنا النضالي









ضرغام الهلسة - الكرك