المخفي أعظم !

بقلم: وفاء الدباغ
كاتبة أردنية مقيمة في الكويت
مسؤولة الدراسات العربية في المرحلة الابتدائية/ مدرسة دسمان ثنائية اللغة
كنت أتعجب عندما يقولون المخفي أعظم.
وماذا يقصدون بهذه المعاني المبهمة. وكأني أكتشف العالم من جديد
ثم أدركت أن وراء القصة ألف قصة وحكاية ووراء الدمعة ألف دمعة. وغصة مكتومة. ووراء الآهات وجع كبير. لا يعلم سره إلا الله، لايعلم خفاياها إلا الله. ونحن البشر لإيصلنا إلا القليل منها. ونتعجب. ويملأ الفضول عقولنا وقلوبنا.
وبعدها ندرك أن الله سبحانه يريد الستر لعباده ولايريد أن يتعب عقولنا وقلوبنا لأننا أحيانا لا نحتمل الحقيقة كلها. يكفينا جزء منها حتى لا نتلوث من داخلنا ونفقد الأمل في الآخرين
وأنا دربت نفسي على ألا أخوض في خفايا الناس كثيراً لأني لاأحتمل آلامهم وتعبهم
ويكفي أن أدعو لهم بظهر الغيب
لاتبحثوا في زوايا بعضكم فتؤلمكم خفاياهم.
وتجرحكم أسرارهم
أن يبقى العقل محلقاً يبحث عن النقاء أفضل ألف مرة من الخوض في المستورات
ابحث عما يليق بك كإنسان
ويشاء الله أن يبعد عنا خفاي الناس لأن الله يريد لهم الستر ويترك لهم فرصة الحياة من جديد
لماذا نتألم عندما نرى من يحاولون التغلب على الصعاب أنهم جهلاء. وننسى أن الحياة صراعات. ومحاولات وتجارب
اتروكوا لغيركم مساحة المحاولة وتذوق طعم النجاح أو حتى الفشل
هذه من قدرات الله سبحانه في نفوسنا وعقولنا ونحن نمارسها بقدراتنا المحدودة
وأن الله ماخلقنا لتشقى بل لنحيا سعداء
فأصبح التغافل عن أمور كثيرة فن من فنون الحياة.



















