+
أأ
-

أول قنصل أردني/ أول قنصلية

{title}
بلكي الإخباري أول قنصل أردني/ أول قنصلية :
عين أول قنصل من الأردن في عهد الإمارة عام 1941، وذلك لدى الجمهورية العراقية في بغداد ، التي كانت أول دولة عربية من حيث التبادل الدبلوماسي مع الأردن، حيث عين السيد سامح حجازي أول قنصل أردني، وذلك من شباط وحتى أيلول عام 1941، وقد تلا السيد سامح حجازي في هذا المنصب معالي السيد خلف محمد التل من آذار 1942 و حتى تشرين الأول 1943.

 

كانت ولادة سامح حجازي في عام 1898م فأل خير على والده السيد مصطفى حجازي، فلم تمض بضع سنوات حتى كان الوالد يتولى رئاسة بلدية اربد في عام 1903 م، ولم يدر في خلد مصطفى حجازي وهو يتولى لأول مرة رئاسة بلدية اربد أن طفله سامح ذا الخمس سنوات سيصبح بعد عقود أول رئيس لبلدية عمَّان في عهد الاستقلال بعد أن تحولت الامارة الأردنية الى مملكة مستقلة، فعلى مدى خمسة وعشرين عاما كان سامح يواكب مسيرة والده مصطفى في رئاسة بلدية اربد التي امتدت بدون انقطاع من عام 1903 م الى عام 1928 م، لكأنه كان يُحضـِّـر نفسه ليسير على نفس خطى والده وهذا ما حدث فعلا، ففي عام 1937 م تولى سامح حجازي رئاسة بلدية عمَّـان عاصمة الامارة الأردنية، ثمَّ عاد ليتولى رئاسة بلدية عمَّـان للمرة الثانية في عام 1945 م واستمر في رئاستها حتى عام 1948 م ليكون أول رئيس لبلدية عمَّـان في عهد الاستقلال.

وكغيره من أطفال اربد التحق سامح حجازي على عادة تلك الفترة بكـُتـَّـاب الشيخ أبوالضباع ليختم على يديه القرآن الكريم، ثمَّ انتقل مع العديد من أترابه من فتيان اربد الى المدرسة الرُشدية على السفح الشرقي لظهر التل، ثمَّ انتقل برفقة صديقيه مصطفى وهبي التل ومحمد صبحي أبوغنيمة ليكمل تعليمه في»مكتب عنبر»في دمشق الذي كان يعتبر أرقى المعاهد التعليمية في بلاد الشام في العهد العثماني، وتزامنت دراسة سامح حجازي وأصدقائه في»مكتب عنبر»في دمشق مع تصاعد نشاط الحركة الوطنية العربية في مقاومة المظالم وسياسة التتريك التي كانت تمارسها حكومة حزب الاتحاد والترقـِّـي التي كانت تسيطر على مقاليد الأمور في العقود الأخيرة للدولة العثمانية والتي كان معظم قياداته من يهود الدونمة ومن الماسونيين.

وكان لسامح حجازي ورفاقه من الطلاب العرب من مختلف البلدان العربية من سوريا والعراق وفلسطين ولبنان وشرقي الأردن دورا رياديا وقياديا في تحويل»مكتب عنبر»الى ساحة من ساحات المقاومة للاتحاديين حيث نظموا المظاهرات والاعتصامات ووزعوا المنشورات التي تستنكر مظالم الاتحاديين وسياستهم التتريكية القسرية، وعندما خرج الأتراك من بلاد الشام وقدمت جيوش الاحتلال البريطانية والفرنسية لتبسط سيطرتها على البلاد العربية كان سامح حجازي ورفاقه من نشطاء الجناح الشبابي في الحركة الوطنية العربية التي تصدَّت للاحتلال الفرنسي والبريطاني، وعندما أعلن المؤتمر السوري الذي انعقد في مبنى بلدية دمشق في 17 جمادى الثانية من عام 1338 هـ الموافق 8 / آذار / 1920 م بمشاركة ممثلين عن كافة مناطق سورية الطبيعة»بلاد الشام»وهي سوريا ولبنان وشرقي الأردن وفلسطين استقلال سورية بحدودها الطبيعية والمناداة بالأمير فيصل بن الحسين ملكاً عليها كان سامح حجازي قد أنهى دراسته في»مكتب عنبر»فالتحق من فوره في خدمة الحكومة العربية مديرا للرسائل في متصرفية اربد، ثمَّ نقل مديراً لناحية الغور، فمديراً لناحية الرمثا، فمديراً لناحية أم قيس، ثم تولى منصب قائم مقام الطفيلة ثمَّ منصب قائم مقام عجلون ومنصب قائم مقام مادبا ومنصب قائم مقام مادبا جرش. وبعد فترة قصيرة عمل فيها في دائرة مالية العاصمة عاد الى وزارة الداخلية ليشغل منصب متصرف الكرك ومنصب متصرف البلقاء»السلط»، ثمَّ نقل مديراً للمصرف الزراعي ثمَّ تولى منصب رئاسة بلدية عمَّـان»1937 ـ 1938»رئيساً لبلدية عمان ثمَّ مديراً للخزينة، ثمَّ عاد الى وزارة الداخلية متصرفاً، ثمَّ التحق بالسلك الخارجي وعُـيِّـن قنصلاً لشرق الأردن في بغداد ليكون أول أردني يشغل هذه الوظفية، وبعد فترة عاد الى الأردن ليشغل منصب مدير المعارف ثمَّ انتدب لادارة مديرية البرق والبريد العامة مؤقتاً مع احتفاظه بوظيفته مديرا للمعارف، وعاد في عام 1945 ليشغل منصب رئيس بلدية العاصمة عمَّـان ليكون أول رئيس لها في عهد الاستقلال، وكان مسك الختام في مسيرة سامح حجازي الوظيفية اشغاله لمنصب رئيس بلدية مسقط رأسه اربد ما بين 1951 الى 1954 م، وانتقل سامح حجازي الى رحمة الله في عام 1970 م بعد مسيرة حافلة بالعطاء على الساحتين الرسمية والشعبية.وتجدر الاشارة الى أن السيد سامح حجازي هوالشقيق الكبر للدكتور محمد حجازي المولود في اربد في عام 1902 م الذي كان أيضا من نشطاء الحركة الوطنية العربية ومن أركان المعارضة الأردنية التي تصدَّت للوجود البريطاني في الأردن، وكانت «الدستور» قد نشرت نبذة عنه في حلقة سابقة من»جولة في ذاكرة الوطن»

 



ويُسجَّـل لسامح حجازي أنه كان واحدا من أول فريق أجرى احصاءا غير رسمي لسكـَّـان اربد بمشاركة أصدقاء طفولته وشبابه مصطفى وهبي التل»عرار»ومحمد صبحي أبوغنيمة وعارف التل، ولم يكونوا جميعا قد تجاوزوا السابعة عشرة من العمر مما يشير الى ما كانوا يتمتعون به من ذكاء وموهبة، كما يُسجَّـل لسامح حجازي أن انشغاله بالعمل الرسمي لم يثنه عن مبادىء الحركة الوطنية العربية التي جسَّـدت طموحات العرب في الوحدة والحرية فكان في جميع المواقع الوظيفية التي شغلها يجمع بين واجبات ومسؤوليات عمله الرسمي وبين هموم الوطن وهموم أمته، فلم يتخلف عن المشاركة في المؤتمرات الوطنية ولم تكن لجنة من اللجان الشعبية تخلو من اسم سامح حجازي وخاصة اللجان التي تأخذ على عاتقها دعم القضايا الوطنية وتزويد المجاهدين بالمال والسلاح على الساحة الأردنية والسورية والفلسطينية والعراقية بشكل خاص وجميع قضايا الشعوب العربية الأخرى التي كانت تعاني من الاحتلال بشكل عام.