من الذاكرة / الراحل مضر بدران : سألني الملك حسين عن الرجل المناسب لخلافة الشهيد وصفي التل بعد اغتياله وهذا جوابي .

يقول الراحل #مضر_بدران
يوم اغتيال وصفي التل، رحمه الله، اتصل معي أحمد طوقان رحمه الله، وقال سآتي لأخذك معي للديوان الملكي، فاستغربت وسألته عن الأمر، فقال: لقد اغتالوا وصفي التل.
دخلنا الديوان، وإذ به، مليء بشيوخ العشائر، وكبار المسؤولين في الدولة.
وكان ولي العهد وقتها، الأمير حسن، يقف يصافح الناس، وقفت متفرجا، ونظرت فإذا بالغرفة التي أمام مكتب الملك الحسين، وهي قاعة اجتماعات، فارغة، تسللت إليها وجلست وحدي، وبدأت أفكر بالخطوات الواجب اتخاذها، بعد هذا الحدث الكبير، بعد أن سألت نفسي ماذا علينا أن نفعل.
كتبت على ورقة صغيرة، الخطوات التالية، تكليف أحمد اللوزي برئاسة الحكومة، وهو الوزير الأقدم في حكومة التل، والمغادرة في صباح اليوم التالي إلى القاهرة، واستكمال حضور مؤتمر وزراء الدفاع العرب، ومرافقة الجثمان إلى عمان، وترتيب كل شؤون جنازة وصفي بشكل لائق، يحترم هذا الرجل الوطني، وقبلها تفريغ الديوان الملكي من الضيوف، وتكليف الشيوخ ووجهاء المناطق والمخاتير بمسؤولية حفظ الأمن في مناطقهم، ومنع أي ردود فعل خارجة على القانون.
فتح الأمير الحسن علي الباب فجأة، فسألني: ماذا تفعل؟ فقلت: أفكر بماذا نفعل، فالكل يبكي ولا أحد يريد التفكير بخطوات الدولة، بعد اغتيال رئيس وزرائها!.
بعدها بنصف ساعة تقريبا، طلبني الملك الحسين، رحمه الله، وقال: هل فكرت ماذا سنفعل؟ فأجبت: نعم.
استحسن الراحل الحسين الخطوات، التي فكرت بها، ومباشرة قال لي: قم وشكل الحكومة الآن.
فقلت: أنا لم أكن وزيرا، في يوم من الأيام، فكيف أصير رئيسا للحكومة! وكيف لي أن آتي بعد وصفي التل، الذي كان "طافف" على الكرسي، فأنا لا أغطي يد الكرسي، الذي يجلس عليه وصفي! واستأذنت الملك الحسين، أن يصبر علي، وسيستفيد مني أكثر إن صبر علي، ويتركني حتى أكمل درسي.
قاطعنا الأمير الحسن، وقال: ها أنا صغير بالعمر، وولي للعهد، فأجبته مباشرة، ان منصب رئيس الوزراء قضية معقدة وكبيرة.
فسألني الراحل الحسين، عن الشخص المناسب، فأجبته بأن أحمد اللوزي جاهز، للقيام بهذه المهمة فورا، فرد الملك بالقول: هذا كلام سليم. وفعلا هذا ما حدث، بعد اغتيال وصفي، رحمه الله.



















