شباط !

أصغر شهور السنة ودلوعها ، يحمل على أكتافه حب الفالنتين ، وشبق القطط ، خط التماس بين فصلين ، وحيرة شتاء بلوزة الصوف ، وربيع قطن القميص الأزرق ..
ولأنه شباط متقلب المزاج بين الصيف والشتاء ، دلوع الشهور المتردد بين برعم زهر اللوز ، وغيمة ماطرة ، يموت قبل الثلاثين ، ولا يستقر على رأي ..
ولأنه شباط .. لا يُربط من لسانه ، هو كذّاب الشهور وليس " على كلامه رباط " .. متقلب المزاج الذي لا يكف عن صناعة المقالب ، يحتال على شباك غرفة نومك بشمس ساطعة تورط صباحك بربيع مفتعل ، وتقع في كمينه حين تُطلّق بالثلاثة كنزة الصوف ، ويتفرج على خفة قميصك القطني الخفيف ، ويمارس طيشه حين يقرر فجأة ان يمطر بردا على بلاهتك ..
شباط .. بعض من ترددنا حين يقف خلف الشباك ، يحمل لك التيشرت القطني بيد ، ويخفي خلف ظهره بلوزة الصوف بيد .. قاعة ترانزيت بين فصلين ، يفصّل على مزاجه حيرتك بين شتاء يرتجف فيك ، وربيع ينمو كزهر اللوز في روح انتظارك ..
شباط .. هو نحن في مواقفنا التي " ليس على كلامها رباط " في أمّة تملك من بلاغة الخطابة ما تجعل من " ثوابتها " الوطنية والقومية على كرسي بعجلات ، الثابت الوحيد فيها انها تتنقل من موقف الى موقف ..
شباط .. لهفتنا التي تعدّ لهفتها لربيع منتظر في مرابعنا التي تتربع في عقر دار أشواقنا لشتلة خبيزة في الجليل تكتب موعدنا الأخضر في بلادنا داخل " الخط الأخضر " ، تقرأ خطوط الكف في أيدينا ، حين تمدّ يدها في مطار اللد لتسلّم على بلادها !



















