+
أأ
-

المُثل العُليا ..والانتخا

{title}
بلكي الإخباري د. فيصل أبو قاعود

بات ربما ما مرّ عامٌ إلاّ وكانَ فيه حدث انتخابي: للمجلس النيابي أو لمجالس البلدية أو انتخابات مؤسسات المجتمع المدني والنقابات أو الاندية والاتحادات الطلابيّة وغيرها. وربما نلمس في الانتخابات جميعها خيطاً مائياُ وقاسماً مشتركاً أكبر يربطها ..ألا وهو "المثل العليا المصطنعة" .. فقد رافقنا العشرات من العمليات الانتخابية بصنوفها المختلفة، ولازمنا من خاض "المعركة" من بداياتها وصولا إلى لحظات الصفر والنتائج وحتى النجاح وتحقيق المراد وربما لامسنا ذلك في غالبية من يخوض غمار المعركة لا يستثنى من هذا التلون إلا من رحم ربي..لتجد العجب العجاب ...فتجده قبيل الانتخابات الوجه الملائكي الرائع الخاشع السامع من الصغير قبل الكبير، المتسع صدره، الحكيم نطقا، المتسامح المتجاوز عن المخطئ، العاطف المحسن على المحتاج.

تجده الناقد اللاذع ، المُنظر المثالي، المطلع على الشأن المحلي بدقة الخبير وحرص الحريص ، المخطط لِما عجز عن "برفسور" إدارة وتطوير. تجده المُطعي دون أن يُطلب، المعطاء أكثر مما ينبفي بل وأكثر من المطلوب،مبادرٌ لخير مجهور به، مُشهر فيه.تجده وتجده كل ذلك وأكثر.

منذ اللحظة التي تعقد فيه نيته الانطلاق لخوض الانتخابات ...لك من الأيمان ما تريد ومن القَسم ما به تطيب نفسك وتطمئن. ...لك من العهود ما يفوق ويعجز العقل عنه تكذيباً ..لك وعد يكاد يفوق حدة بلفور شدة .. لك ولك كل ذلك ويزيد قبل يوم الانتخابات وساعات الفرز...وإذا جاءت ساعة الفوز تبدلت الحال وعاد المُتظاهر لما كان عليه...عاد سيرته الأولى...ويا ويلنا إن كان من الفائزين؛فالوعود أدراج الرياح ...والكشرة علامة الجودة ...والتكبر والتعجرف سمته الدائمة ...لعنات تلحق لعنات على مجتمع"لا يقدر" وشعب لا يحترم الخصوصية ...و"ماذا نستطيع أن نعمل وهل نملك مفاتيح ساحرٍ" كلامه في كل مجلس يتصدره،إن جاء ملبياً دعوة جاء متاخراً، وإن لا ، فالحجّة موجودة"اجتماع" والواقع الصعب المُر ديدنه الدائم الذي به يحمي عجز صنعه، وقوته لا تظهر إلا مع معارفه وأبنائه وآله الحميم.

أوما كان عالماً بالحال قبل الخوض؟ أوما كان مؤمناً مدركاً معنى القسم بالله وأن الوعد حق والوفاء به واجب وعدم الوفاء به آية المنافق؟ أوما كان بين قاعدته وناخبيه؟ أوما اطلع على حال من أصدقوه صوتاً؛ دخل بيتهم وعِلم حالهم، وأكل من صحن حاجتهم؟ مللنا أن نكون درجات سلم يُصعد عليه الوصولي والمُدعي ... صدقت شاعرنا الكبير عبدالواحد ...حين صدحت معبراً: "هذه التي المُثل العليا على فمها وعند كل امتحان تُبصقُ المُثُل" كم جميل لو تخلصنا من تلك الوجوه الزائفة المنافقة الملونة حيث راحت ريح مصالحها تسير مغردة..