عدنان خليل يكتب : وائل الدحدوح

كتب عدنان خليل :
لست وحدك يا وائل في دوائر الحزن الغزّاوي، فإن كل رضيع وطفل وامرأة وشيخ مسن في غزة صنعوا من صبرهم ودمائهم معاني سامية للحرية، ورسموا للأمة تاريخاً جديداً وجغرافيا عظيمة للتحرر والمجد والهوية.
ونحن من حولكم يا وائل خرجنا من التاريخ والجغرافيا..نعم يا وائل كنتُ جيشاً داخل جيش حين كنتَ تواجه العدو الصهيوني بحديثك وتغطيتك الوافية لجرائمه، وتحملنا على أثير صوتك الهادئ الواثق إلى مآثر المقاومة التي لقنتِ العدو دروساً قاسية في البطولة وصناعة الحرية..أيها الصحفي البطل الشجاع، لقد ضربت المثل الأسمى في إدراك قيمة التضحية في سبيل القضية وكرامة التراب الوطني، فلم تخف ولم تتراجع واعطيت لقناة الجزيرة ما تستحقه من احترام وقيمة.وحين تلقيت نبأ استشهاد زوجتك وأولادك وحفيدك داريتً دمعك ولذتَ وراء حزنك ومصيبتك.. كنت بطلاً نبيلاً وأنت تحتضنهم بدمعك الخفي وحزنك المقاتل. وكم كنت عظيماً وانت تطرد الالم من تقاطيع وجهك وتصلي عليهم بكل كبرياء وشموخ وتسليم لقدر الله. كنت مؤمناً حقيقياً وأنت تواجه الموقف برباطة جأش وصلابة موقف.
يا وائل أيها الصحفي المناضل لقد ضربت مثلاً أعلى للعمل الصحفي الصادق والقادر على نقل الحقيقة بصدقية منقطعة النظير، وواجهت خبر استشهاد أسرتك بشجاعة نادرة وقد ربط الله على قلبك وقد قسّمتَ ألمك وروحك ودموعك على كل أبناء غزة وفلسطين.ما أعظمك وأنت تعود سريعاً الى عرينك في مكتب الجزيرة في غزة وترفع صوتك عالياً وكأنك تقول للعدو والعالم: خذوا روحي أيضاً ولتحيا غزة وفلسطين.
ما أروعك يا وائل وانت تصنع لحزنك العظيم كتيبة من الصبر والجهاد والعظمة.
حفظ الله أهلنا وأحبتنا في غزة الخالدة



















