+
أأ
-

«غزوة» باريس الداعشية !

{title}
بلكي الإخباري جمال العلوي

لا أحدُ ينجو ، ولا أحدُ بِمنأى عن يدٍ الارهاب وها هي باريس مدينةُ العِطرِ واللّيالي السّاخِنةُ ،تعيشُ ساعاتٍ صعبةٍ مِن يدٍ الارهاب الّذي طالما كانت تبحثُ لهُ عن ملاذاتٍ امنة في المِنطقةِ ، لم يكن الرّئيسُ هولاند ينظُرُ الى المشهد الا مِن زاويَةِ الحِساباتِ والاسلحة والطّائِراتِ والصّفقاتِ ، لكِنّه لم يتخيّل يوما أن يدً الارهاب الّذي ساهِمً في ايصاله الى سوريُّهُ وليبيّا سترتدُّ عليه وستحيلُ أيامه ولياليَهُ الى ساعاتُ عصيبةٌ ولا مفرًّ امامه سِوَى اغلاق الحُدود واعلان حالةُ الطّوارِئِ ورُبّما الاحكام العُرفيّة في ليْلٍ باريس المسكون بِالحُرّيّةِ والدّيمُقراطيّةِ والثّقافةُ المُستنيرةُ . نحنُ هُنا لا ننظُرُ الى ما جرى مِن بابِ الشّماتةِ بل نِدّيْنٍ الارهاب أيْنما وجدٌ وأيْنما ضِربُ ونتعاطفُ مع الضّحايا الّذينً سُقِطوا سواءً في باريس أوَغيْرها مِن العواصِمِ الاوروبية .

وندعو الى اِستِخلاصُ العبرِ مِمّا يجري بِحتميّةِ التّفكيرِ الواعي والعميقِ بِالتّعاوُنِ مع دوَلِ المِنطقةِ لِقطعِ الطّريقِ على الجماعاتِ الارهابية والحيْلولة دون اِنتِشارِها فالخطرُ يُطالُ الجميعُ ومِن يتفرّجُ اليَوْمُ سيكون هوَ الضّحيّةُ غدا . فالحربُ على الارهاب واحِدةً في دِمشقِ وحلبِ وبيْروت والقاهِرة وطرابُلُسً وباريس ولندِنُّ وغيْرها مِن العواصِمِ ، ولا بِدٌ مِن صياغةِ تفاهُمِ دوْليِ يُسهِمُ بِشكلِ فعّالٍ في ضربٍ الارهاب أنّى وجدً وقطعُ الطّريقِ على تغذيَتِهِ بِالمالِ والرُّجّالِ والسِّلاح ، فالسِّلاحُ قابِلٌ لِلاِنتِقالِ والمالُ قابِلٌ لِلتّمدُّدِ وقادِرً على تجنيدِ الجماعاتِ والافراد لِلوُقوفِ في صفِّ الجماعاتِ الارهابية والظُّلم الّذي يقعُ على أهل فِلسطينُ جِراءِ العِصاباتِ اليَهوديّةِ والدّوْلةُ المارِقةُ والخارِجةُ عنِ القانونِ يفتحُ الطّريقُ أمام أجيال الشّبابُ المُضلِّلُ لِلاِقتِرابِ مِن نهجِ التّكفيرييْنِ واصحاب الفِكرُ الهدامُ ، ولا سبيلٍ لِمُحاربةٍ هذا الفِكرِ الا عبرِ بوّابةِ العدلِ والمُساواة وحلُّ الصِّراعاتِ في المِنطقةِ والوُصول الى سلامُ عادِلٌ في فِلسطينِ وقيامِ الدّوْلةِ الفِلسطينيّةِ المُستقِلّةِ وعاصِمتُها القُدسِ الموَحّدة .

حين تجِدُ شُعوب المِنطقةِ العدل والحُقوق والحياةُ الكريمةُ تكون كُلُّ النّوافذِ قد سُدتِ في وجهِ نُموِّ الفِكرِ الظّلاميِ الّذي يقوَدُ الى الوَيْلاتِ والدّمار . الرّحمةُ للذين سُقِطوا ضحيّةً الارهاب في باريس عاصِمةُ الحُرّيّةِ والثّقافة والشِّفاء لِلجرحى وذوَيَهُم مِمّن طالتهُم يد الغدرِ والظُّلاّمِ .