احمد الحوراني : رئيس الوزراء

بلكي الإخباري
في مقابلته التي أجراها مع برنامج صوت المملكة ونشرتها جريدة الرأي يوم أمس، أعاد رئيس الوزراء الدكتور بشر خصاونة التأكيد على الأولويات التي تبناها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني فيما يتعلق بالموقف الأردني من الحرب على غزة التي استمرت نحو خمسين يومًا منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وتلك كما ذكرها الخصاونة في حديثه الموسّع تمثلت في جوانب عدة أولها تمسك المملكة بحقيقة أن الحل السياسي على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن الحلول العسكرية والأمنية لن تنجح في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وثانيها مطالبة المجتمع الدولي للتحرك الفوري والعاجل لإيقاف الحرب وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية (الغذاء والدواء والمياه والوقود إلى غزة بشكل مستمر) ودعم المنظمات الدولية العاملة هناك، وثالثها رفض الأردن لأية محاولة للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة باعتبارهما امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة، والتحذير من خطورة الاعتداءات التي يتعرض إليها الأشقاء الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس من قبل المستوطنين المتطرفين.
الإجابات التي قدمها الخصاونة كانت شاملة ووافية للرؤية الأردنية وللمواقف الراسخة للمملكة التي تصدرتها القضية الفلسطينية مع الإشادة بجهود جلالة الملك التي ارتكزت على مخاطبة الضمير العالمي لاتخاذ موقف جاد على وجه السرعة بالاستناد الى قاعدة التعامل الموضوعي وإنفاذ القانون الدولي واحترام العهود والمواثيق الدولية وتوفير الحماية للمدنيين ولمؤسسات الرعاية الصحية، والتعامل مع إسرائيل بلغة واضحة وصريحة فهي لا تحمل حصانة لكي لا تلتزم بمنظومة القوانين الناظمة للعمليات العسكرية والحروب.
إلى ذلك فقد اكتسبت مقابلة الخصاونة أهمية أخرى من زوايا تخص الأردن عندما أشار بكل شفافية ووضح إلى أن الأردن لديه العديد من الخيارات المتاحة التي بإمكانه دراستها بعناية ودقة ليتخذ المناسب منها حال أرادت اسرائيل تصدير الأزمة لأنه وكما أشار جلالة الملك في أكثر من لقاء لن يقبل أن يكون تصفية القضية على حساب الأردن لأن ذلك يعتبر خرقًا لاتفاقية السلام ومن شأنه أن يمس ويضر الأمن القومي الأردني.
حديث رئيس الوزراء من الشمولية بمكان والإجابات المحكمة تستوجب التوقف عندها، ولعل اللافت في ذلك كان مقدرة الخصاونة على استحضار كافة صور ومشاهد الموقف الأردني والحراك الذي قاده جلالة الملك على مستوى محلي وعربي ودولي، مستشهدًا في ذلك بكلمة جلالته في القاهرة، وكملته في مؤتمر القمة الإسلامية في الرياض، ومقالته الشهيرة (حل الدولتين انتصار لانسانيتنا المشتركة) التي نشرتها «الواشنطن بوست»، وكذلك جولات جلالة الملك العربية والدولية ولقاءاته مع أقطاب صُناع القرار الدولي، فضلًا عن أكثر من أربعين اتصالا هاتفيا ولقاء تمت هنا في العاصمة عمان، وكل ذلك كما أكد الخصاونة كان في سبيل الاستمرار ببذل كافة المساعي لإيقاف عاجل وفوري للحرب، وتلك الجهود كما وصفها الخصاونة نجحت وكان لها دورها في استصدار قرار أممي يدعو لوقف اطلاق النار في غزة وهدنة انسانية ومستدامة.
منذ بدأت الحرب والأردن بقيادة جلالة الملك بذل جهودًا سياسية ودبلوماسية وإنسانية مكثفة مع العواصم العربية والدولية والمنظمات العالمية، والغاية من وراء ذلك كما أشار الخصاونة أن تتوج هذه المساعي وتفضي الى وقف هدير القنابل والرصاص والصواريخ على الشعب الأعزل في غزة وأن تتوقف آلة الحرب عن حصد المزيد من أرواح الأبرياء، وعلى ذلك فإن الموقف الأردني كان متقدمًا وراسخًا وشاملًا يستند إلى إيقاف الحرب وحماية المدنيين وعدم تهجير السكان.
نقاط على الحروف في مكانها الصحيح وضعها رئيس الوزراء بشر الخصاونة في مقابلة شاملة جاءت في توقيتها وأعاد خلالها تبيان وشرح معالم ووجهة النظر الأردنية مع تأكيده إن الأردن كان وسيبقى الأقرب للفلسطينيين على هدي ما يجمع الشعبين من قواسم واهتمامات وتاريخ مشترك



















