+
أأ
-

محاضرة تعاين أعمال الفنان الفلسطيني سليمان منصور

{title}
بلكي الإخباري

عاينت محاضرة بعنوان "قراءة في التعبير الفني النضالي للفنان التشيكيلي سليمان منصور"، ألقاها الفنان التشكيلي محمد العامري، أعمال الفنان الفلسطيني سليمان منصور، صاحب اللوحة الفنية ذائعة الصيت "جمل المحامل"، مساء أمس الثلاثاء في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي.

وقال العامري في المحاضرة التي قدمه فيها الناقد التشكيلي الدكتور مازن عصفور ضمن فعاليات "سلسلة الحوارات الفنية" التي تنظمها وزارة الثقافة، إن الفنان منصور والمولود عام 1947 في بيرزيت يعد أحد أعمدة الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر، ومن الذين أسهموا في بناء منظومة جمالية تتمثل في تعميق الذاكرة الفلسطينية عبر الفعل الجمالي كصورة ضدية للمحو والمصادرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين.
وبين أن أعماله شكلت صورة النضال ضد المحتل الإسرائيلي الذي يحاول دائما استبدال الهوية الفلسطينية بأخرى، كجزء من منهجية المصادرة للذاكرة، فكانت الايقونات التي نفذها منصور بمثابة نضال ناعم وعميق ضد مخططات المحتل الإسرائيلي.
ولفت إلى أن أعماله حققت سلطة وانتشار في شتى أنحاء العالم، إلى جانب ما يمتلك من قدرات تشكيلية ذات خبرة عالية في التقنية والبناء الشكلي، والدلالة في المعنى والرسالة المراد ايصالها للمتلقي، مشيرا إلى أن الموروث الشعبي الفلسطيني بجميع أشكاله الإنسانية والجمالية والحضارية، شكل مؤونته ومصدر إلهامه في بناء خطابه الجمال.
وبين أن لوحة جمل المحامل التي رسمها عام 1973، تعد الأكثر شهرة له من بين أعماله كونها أصبحت أيقونة وعلامة مميزة بين الناس، بما تحمله من مجاز الخطاب وقوة المعنى ورسالة المقاومة.
وأشار إلى أن منصور طرح مجموعة من المراحل التي تنتظم في الذاكرة الجمعية الفلسطينية والعربية من خلال توظيف المفردات الزخرفية في الأمكنة والثوب الفلسطيني والكوفية والعلم وحمامة السلام والرموز الدينية الاسلامية والمسيحية وصولا إلى طبيعة الأشجار الشهيرة في فلسطين كالبرتقال والزيتون وكروم الدوالي، بحيث شكلت هذه الرموز المعين الأهم لمجمل تجربته.
واستعرض في المحاضرة بمصاحبة عرض بصري على "الداتا شو" أبرز أعماله، مفككا الرموز ومسلطا الضوء على التقنيات الفنية التي وظفها في أعماله، كما تطرق إلى تجربته في الأعمال الفنية الطينية وتحولاتها في السطح التصويري.
وكان الدكتور عصفور استهل المحاضرة التي حضرها عدد من التشكيليين والمهتمين، بتسليط الضوء على أهمية الفن في التعبير عن الهموم الوطنية والقضايا الإنسانية، ودور الفنان في استخدام أدواته بما يخدم قضيته.