احمد الحوراني : الـجـيـش

نحن جيل ننتمي إلى زمن ما زلنا نردد فيه مطلع قصيدة الشاعر الكبير حيدر محمود ونقول (يا جيشـنا يا عربــي يا دِرعَ كُـلِ العـربِ)، واليوم نحن مطالبون بأن نربّي أبناءنا وبناتنا على حُب الجيش وأن نقصّ على مسامعهم حكاياته وبطولاته وأدواره فيما هم ونحن عليه من أمن وأمان وطمأنينة واستقرار، برعاية ودعم وتشجيع ملك إنسان وزعيم مقدام، هاشمي صنديد يرد العاديات ويتقدم الصفوف بنفسه منافحًا ومدافعًا عن الوطن وطُهر حدوده وشعار رجالاته.الجيش العربي الأردني جيش رسالة وجيش قضية، وقصة وطن، يخوض اليوم مواجهات ضارية يثبت فيها أنه الأقدر على صد المعتدين ورد كيد المعتدين والمتسللين عبر حدوده الشمالية والشرقية بهمة وعزيمة واقتدار، وها هو محل ثقة القائد ورهان المواطن الذي ينظر إلى فرد من أفراد القوات المسلحة بعين الفخر والاعتزاز وهم يقدمون أرواحهم شهداء الكبرياء الأردني لئلا يُدنس تراب الوطن مارق أو راصد أو حاقد، والجيش العربي الأردني الذي يتربع على قمة التميز والاحتراف، ويسير بخُطى واثقة وخطط مدروسة جعلت منه جيشًا منظمًا محترفًا منضبطًا حاز على إعجاب القاصي والداني، حتى صار موضع احترام وتقدير وهيبة، على نطاق محلي وعربي وعالمي ما يجعلنا نفخر بإنجازاته منذ تعريب قيادته على يد الحسين بن طلال وإلى هذه اللحظة التي وصل فيها الجيش العربي في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى مصاف الجيوش المتقدمة إعدادًا وتسليحًا ليتناسب ذلك مع طبيعة التهديد أيًّا كان مصدره ومستواه وحجمه.ماذا نكتبُ عن الجيش وبأي مِدادِ نمتدح جميل صنائعه، وماذا نكتب عن الجيش درع الوطن وسياجه، وأنّى لنا في هذه الآونة من كلمات تصفه وتفيه حقه من الثناء والتقدير والاعجاب، فكلما لاح لي طيف جندي وضابط وقائد عسكري يؤدي واجبه ويحمل بندقيته على خير ما هو مطلوب منه، رحت أبحث عما يليق بهم لا تزلفا ولا رياء ولا نفاقًا، إنما فقط لأنهم يبثون فينا الأمل والسكينة ويبعثون فينا القوة والعزيمة، فتقر أعيننا بوجودهم ثم نخلد إلى فراشنا موقنون أن خلفنا من يسهر على أمن حدود الوطن.بورك الجيش وبورك عطاء قائده الأعلى جلالة الملك، الذي للجيش أن يكون قصة تُحاكي فصولها مراحل بناء الدولة وكيف كان الجيش فيها حاضرًا ومؤثرًا في كل نازلة أحلّت بالأمة، وكان في جوهر ذلك رسالة جيش الهواشم للأمة والعالم أجمع بأن الجيش في الأردن لا يحني ظهور مواطنيه ولا يقصم رقابهم إنما هو لهم ومن أجلهم وأنه بهم ومعهم يعمل ليسهم في مسيرة التنمية والتطوير والتحديث، وها نحن نرى اليوم كيف يتولى الجيش ترجمة رؤية القائد الرائد ويقف في وجه كل طامع لا يقدر دور الأردن أو أنه يقفز عنه لغايات من تسوّل لهم أنفسهم النيل من مقدرات الدولة وتاريخها ومواقفها المشرفة من فلسطين وغزة ودمشق وبغداد وكل ذرة تراب عربية سالت فوقها دماء شهيد أردني.يطول الحديث عن الجيش عنوان عزتنا ورمز وحدتنا وموضع فخارنا، ويطول الحديث عن مهنية واحترافية الجندي والضابط والقائد الأردني، وانضباطيته في السلوك واحترام الوقت وتقديس شرف الجندية وقسم الولاء، فألف شكر من القلب وألف تحية وألف قُبلة على جبين كل مرابط على حدودنا يصد الماكرين



















