امان السائح : إستراتيجية التعليم.. بين إرادة التغيير وضعف التنفيذ

بلكي الإخباري
لقاء كبير بحجم أفراده الحاضرين «أعمال ملتقى التعليم العالي» الذي عقد على أرض سنديانة الجامعات الأردنية «الجامعة الأردنية»، لتكون دوما هي بوصلة التحرك والتغيير، وإطلاق شارة البدء والمبادرات..
الملتقى الذي استمرّ يومين، تطرق وللأمانة إلى قضايا جوهرية، وأمور اكاديمية حملت عناوين، هامة ومفصلية «الحاكمية» «التمويل» «سياسات القبول»، وملفات ثقيلة نوقشت عبر سنوات طويلة مضت منذ عشرات السنين، ومنذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية عام 2016، وكان العمل فيها لأشهر طويلة بمشاركة أسماء يشار لها بعين الخبرة والاهمية، قدمت للوطن عبر مواقع عملها بصمات وطنية وأكاديمية مرموقة كانت محور التغيير الفكري الحقيقي، لكن الاستراتيجية حملت في مضامينها ادراج الرياح، وذهب التعب إلى حيث الصمت واللاتغيير، وجيّرت التفاصيل إلى حيث استراتيجيات تلحقها أخرى..
وتلك هي حكاية ملتقى الأسبوع الحالي، الذي كان حمل لواءه د. عزمي محافظة بكلمات واضحة وصريحة وعلمية، وقول شفاف صريح يخرج من فكر تنفيذي، وتحت رعاية وزارة التعليم العالي التي يرأسها، فقد كان محافظة في كلماته واضحاً صريحاً ومباشراً، عندما قال أن قرار ربط الدعم الحكومي بأداء الجامعات، لم ينجح للأسف، وكان بذلك قد حسم ضمنيا، أن الأداء حتى وإن رُبِط بالدعم، لم يتحسن، وهو بحاجة إلى ثورة من الداخل لتحقيقه، وهذا أيضا ما لا تستطيع الملتقيات ولا المؤتمرات صنعه إن لم تأت الارادة من داخل الجامعة ذاتها لتصنع اداة التحسين والتطوير..
وكان محافظة رأس هرم التعليم وهو الذي يظلل بفكره وحضوره الوزارتين، الذي أعلن عن نهايتهما ككيانين منفصلين وأن دمجهما أصبح قاب قوسين او أدنى في سابقة هي الاهم في تاريخ منظومة التربية والتعليم العالي الأردنية..
د. محافظة تحدث في كلمته أمام جمهور الحاضرين، ضرورة إصلاح سياسات البحث العلمي، ورفع كفاءة انتاج اعضاء هيئة التدريس، والأهم كما قال د. محافظة ضرورة ان يتم توجيه الابحاث لحل مشكلات الوطن، وهو الأمر الذي تعتمده كافة دول العالم، وإنشاء مشروع ابتعاث وطني كبير، وهذه هي النظرة والتوجه والأفق الذي يوجّهه جلالة الملك عبدالله الثاني، تجاه قضايا التعليم ليكون الأردن دوما هو بوصلة العلم والثقافة، والبحث العلمي.
أفكار هامة قُدمت في الملتقى الخاص بقضايا التعليم العالي، الذي أنهى أعماله، وتم طرح تفاصيل عن خطة ثانوية عامة مراقبة مربوطة بشكل رئيسي بتغيير جذري بسياسات القبول الجامعي، وهو الأمر الذي طالما تم انتظاره وتم الحديث عنه نصاً في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، وحتى اليوم لم يتم تطبيقه..
قضايا التعليم بدأت منذ سنوات طويلة، وتفاصيل الخطط والاستراتيجيات موجودة داخل كل ادراج الوزراء، يتم توارثها جيلا بعد جيل، وسياسات تحمل مفردات عظيمة، يطرحها بلا أدنى شك أسماء لها وزن وخبرة وفكر، وجميعهم كانوا حاضرين للملتقى الأخير، طرحوا فكرا ورؤية وتفاصيل مختلفة وكل رسم لونا في لوحة التغيير..
التطبيق سيد الموقف، وتحويل الفكرة الى واقع سيدة المشهد، واختصار اللقاءات والملتقيات، هو ركن القرار الواجب ان يتسيّد المرحلة..
كلمات د. محافظة تحدثت عن جزء من الحكاية، وتبعتها مداخلات وكلمات لقادة فكر تعليمي مختلف تابعوا سرد تفاصيل الحكاية، ويبقى انتظار التطبيق وحفز الجامعات للتحرك والدفع باتجاه خطوات حقيقية، هي كل الحكاية ليكون الأردن دوما بجامعاته أصل التعليم وتحقيق حلم سيد البلاد ليبقى الطالب هو أصل الحكاية

















