د. رامي الحباشنة يكتب : البقشيش الاجتماعي

يبدو أن واحدة من ميكانيزمات الصراع داخل شريحة لا بأس بها من الأفراد داخل المجتمع الأردني تدور حول سؤال هل أعتبر نفسي ملتزما أم غير ملتزم أمام خيار الوعي الفردي مقابل الضمير الجمعي ؟ _ حيث يشعر كثير من الأفراد و يعتقدون أنهم غير ملتزمين بما يكفي للوقوف في وجه الثقافة الاجتماعية السلبية للضمير الجمعي حتى عندما يدركون أنهم على حق، لكنهم ملتزمون بما يكفي للاندماج مع ثقافة العدد الأكبر ._ هنا يبدو أن الأغلبية وكما تشير أطروحات نظرية المطابقة الاجتماعية ينقسمون تحت مظلة التأثير الاجتماعي المعياري والتأثير الاجتماعي المعلوماتي.حيث يظهر أن شريحة واسعة من الأردنيين على قناعة بالتأثير الاجتماعي المعياري ، اي أن الفرد يتوافق مع كثير من الأفكار والعادات والسلوكيات حتى مع عدم قناعته بها ليتم قبوله أو من أجل الانتماء إلى مجموعة يعتقد أنها تحقق له مكافأة اجتماعية، أو لتى تجنبه العقاب الاجتماعي الذي أصبح في نظر الكثيرين اقوى من العقاب العلمي و القانوني وحتى الديني ، وهذا يفسر كثير من غموض الأفراد الذين يغيرون سلوكهم العام وليس معتقداتهم الخاصة ولكن فقط بحضور المجموعة الاجتماعية . _ أما التأثير الاجتماعي المعلوماتي والذي يبدو بأنه بمعناه الإيجابي ضعف بغياب الكتاب والقدوة والنموذج والمعرفة العلمية التي تشوق " الباحث" إلى المعلومات أو المعرفة أو الحجج الجديدة المقدمة من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتي تغير مواقف أعضاء المجتمع أو معتقداتهم أو سلوكهم بشكل مباشر أو غير مباشر، بحيث تكون هذه المعلومات أو الحجج ذات طابع جديد غير مسبوق، وبغيابه يكون التأثير المعلوماتي أقل ، وتكمن الخطورة هنا في " حالة التيه" حيث يكون الشخص غير متأكد من التفسير الصحيح للواقع أو السلوك الإيجابي الصحيح في سياق معين، ويزداد الأمر سوءا بضعف من يتطلع إليهم الفرد من أفراد ومؤسسات يناط بهم الحصول على التوجيه الصحيح .فيعود إلى الخيار الآمن السهل في نظره وهو دفع " البقشيش الإجتماعي" كي يبقى ضمن معيارية المجتمع الذي سيخضعه الى حلقة مفرغة تقدمه زمنا لا وعيا في حالة اقرب ما تكون إلى " التنويم الاجتماعي" تكثر خلالها الاوهام والأحلام على حساب العمل والافعال .

















