عثامنة يكتب عن عمر كلّاب ومهند مبيضين ومحمد الخالدي

بلكي الإخباري كتب الزميل مالك عثامنة في مقالته الاسبوعية في جريدة القدس العربي بعنوان : إعلاميون يصنعون التلفزيونات في انتظار «ربيع الفضائيات» العربية… وهل المذيعة غير المحجبة آثمة؟ وتاليا نص المقال:
الإستعانة بالأشخاص ذوي المهارات والكاريزما والحضور في الفضائيات، قضية تسويقية مشروعة في أسواق المحطات العالمية، التي يشتد التنافس في ما بينها، فتلجأ وهي في قمة نجاحها البرامجي ولغايات المحافظة على الريادة إلى استقطاب نجوم أو إعلاميين لهم سطوة الحضور أمام الكاميرا، وقدرة حوارية ملفتة، ويبتكرون لهؤلاء برامج تناسب قدراتهم و حضورهم.
في فضائنا العربي – لا أراكم الله مكروها في عزيز- فإن القضية تتجاوز تسويق المحطة إلى النهوض بها وتحميلها أحيانا كاملة على أكتاف ذلك الإعلامي، بحيث تشعر أن برنامجه مثلا هو الشيء الوحيد، الذي يستحق المتابعة في تلك المحطة.
هذا ما خطر على بالي وأنا أتابع محطة أردنية مغمورة، يملكها نائب أردني من أصول إعلامية متشعبة، ولم يجبرني على متابعتها إلا حديث الأصدقاء والزملاء المتصاعد عن برنامج حواري جديد تنتجه وتبثه المحطة من إعداد وتقديم الزميل الإعلامي الأردني عمر كلاب.
قناة «الحقيقة الدولية»، وهذا اسمها الذي يذكرك، وقد أضافوا «الدولية» إليه بمطارات العواصم الكبيرة، التي تحمل صفة الدولي.. جعلتنا تلك القناة «الدولية» نقف ساعة ترانزيت على أثيرها نتابع لأكثر من مرة حلقات «واجه الحقيقة»، ولعل أكثر ما يعبر عن فكرة أن الإعلامي هو الذي يحمل المحطة، ما قاله أحد ضيوف البرنامج ذات حلقة ساخنة وفي مقدمتها، وهو سياسي إسلامي معارض، أنه لم يكن ليأتي إلى استوديوهات تلك المحطة – التي يقاطعها – لولا أن الزميل عمر كلاب هو الذي يقدم الحلقة!! باختصار الرجل فصل البرنامج عن المحطة، كانفصال كبسولة فضائية عن المركبة الأم، وهكذا أصبحت كبسولة عمر كلاب تدور في مداراتها الخاصة والمنفصلة كل أسبوع بعيدا عن مدارات المحطة وصاحبها.
بصراحة، استطاع الزميل وهو الموهوب بعلاقاته العديدة في الأردن وخارجه من استقطاب ضيوف سياسيين ونجوم إعلام واقتصاد إلى برنامجه، وهو ما جعل منه بيضة القبان التي أضافت وزنا لقناة كان أكثر ما قدمته من إنتاج مهم علق في ذاكرة الأردنيين حين روجت لصاحبها ذات انتخابات برلمانية فصورته يصعد على دبابة للجيش أثناء إزاحة الثلوج الغزيرة في جنوب المملكة قبل سنوات.
أستاذ التاريخ إعلامي يقيس نبض البلد
ولأن الجيد بالجيد يذكر، فإنني من أشد المعجبين بالصديق والزميل متعدد المواهب الدكتور مهند المبيضين، أحد مقدمي أهم برنامج حواري في الأردن على قناة «رؤيا»، هو برنامج «نبض البلد».
فالأستاذ الجامعي في التاريخ والمدرس الأكاديمي ومدير مكتبة الجامعة الأردنية، كانت بدايته مع الإعلام سابقة لمشواره الأكاديمي، ومع فورة الفضائيات في الأردن، فقد كان مستقطبا لفضائية كانت الأستوديوهات فيها ملحقة بمستشفى يملكه صاحب الفضائية أيضا!! وكان المبيضين يقدم البرنامج الحواري الوحيد فيها وهو برنامج «الصالون السياسي»، فكانت متابعة المحطة بذروتها ساعة بث البرنامج «المسجل» ثم يختفي الجمهور والمتابعون والمخرج وصاحب المحطة بعد ساعة البث الوحيدة في أهميتها.
وأذكر أنني كنت «كرت الجوكر» في قائمة ضيوف الدكتور مهند، الذي تغلب على الصعوبات الإنتاجية بمعارفه وعلاقاته الشخصية الطيبة، فإن اعتذر ضيف من ضيوف الحلقة (لكل حلقة ضيفان) يتصل بي المبيضين قبل ساعتين من التسجيل يطلب مني الحضور مكلفا خاطره بإعطائي عنوان وموضوع الحلقة، معتمدا على «شطارتي» في الاستعداد للحديث بجدارة، وقد حدث ذلك أكثر من مرة، وأذكر من طرائف تلك المرحلة، أن حلقة من الحلقات كان الضيف المقابل لي هو وزير الإعلام الأردني الحالي، الدكتور محمد المومني، وتصادف أننا متفقان على المحاور كلها في الموضوع، ما جعل المقدم الدكتور المبيضين يدخل في الحوار مخالفا لرأي ضيوفه!!
واليوم، وبخبرة إعلامية مسلحة بالكثير من المعرفة والوعي، يقدم الأكاديمي برنامج «نبض البلد» ليحاور رؤساء الحكومات.. والسياسيين ونجوم الحدث والأخبار المحلية والعربية في حوارات لا تخلو من المتعة والمعرفة، متناوبا في تقديمها مع زميله الألمعي محمد الخوالدة.
الإطاحة ببولند
عربيا، حملت الأخبار قرار قناة «الراي» الكويتية بوقف برنامج فريدة عصرها، سيدة الحضور الرزين وملكة الماكياج المبالغ به، حليمة بولند، وذلك بسبب ازدياد شكاوى الناس من البرنامج!!
الخبر بحد ذاته يحمل ما بين سطوره دلالات ونقاط استيضاح، فمن ناحية جعلني الخبر أؤمن ولو قليلا بصحة وعافية الذائقة الجماهيرية، وكذلك بحضورها وسطوتها التي لا تظهر إلا نادرا.
من جهة أخرى، فإن الخبر قد يكون سيئا للمحترفين في الأستوديوهات والمصورين، فحسب كمية المكياج والألوان الفاقعة التي تستعملها حليمة بولند، فإنني أفترض أن برنامجها هو الأمثل لمحترفي التصوير لغايات ضبط الألوان، وقد تسعى شركات إنتاج الشاشات الحديثة إلى حليمة وبرنامجها لضبط الألوان بدقة لا تضاهى على الأجهزة والشاشات المعدلة!
بصراحة، أتمنى لو أن تلك الإنتفاضة الجماهيرية تمتد لتشمل باقي الفضائيات العربية ليتم إيقاف الكثير من المهازل، التي يتم بثها على الفضاء العربي بقرار جماهيري، ونشهد ربيع الفضائيات!!
الشيخ والمذيعة
كم من العجائب التي تفرزها الفضائيات المصرية هذه الأيام، ورغم كثرتها إلا أنه استوقفني حديث أحد علماء الأزهر.. الشيخ إسلام النواوي، الذي استضافته الإعلامية أميرة بدر، في برنامج «أنا والناس»، على قناة «الحياة 2»، وهو يؤكد لها أن المرأة غير المحجبة تعتبر «آثمة»!
سيدنا الشيخ، هناك نصف مليار مسلمة غير محجبة، وكذلك تسعون بالمئة من البشرية مكشوفة الرؤوس، فهل هؤلاء آثمون، وهل هذه هي النهضة الإسلامية التي ننشد ونحن في القرن الواحد والعشرين والأمم تتسابق في مناحي العلوم والسياسة والإقتصاد والإجتماع والتكنولوجيا؟!
وهل حللت مشاكل مصر اليوم وهي تعمي الأبصار في المجالات شتى، لتوجه علمك الغزير كله للمذيعة السافرة: «لما بتصلي مش إنتِ بتلبسي طرحة، مع إنك واقفة قدام رب الكون ما بالك بقى لما بتخرجي قدام الناس». الله غفور رحيم يا شيخ. بينما يذهب آخر إلى تكفير الجيران لأنهم لا يؤدون الصلاة بالطريقة نفسها التي يؤديها ذاك الشيخ.
المنطقة العربية تغلي بحروب طائفية مصطنعة وخارجة عن روح أي دين أو مذهب ونحن وقودها، وعلى علماء الأمة الرأفة والمساعدة على نشر الرحمة والصدقة والتعاضد واقناع أغنياء الإسلام وهم كثر بمساعدة الجوعى الذين صاروا جغرافيا، وطلب العلم ولو في الصين وليس نشر الجهل فضائيا.
*كاتب أردني يقيم في بروكسيل
الإستعانة بالأشخاص ذوي المهارات والكاريزما والحضور في الفضائيات، قضية تسويقية مشروعة في أسواق المحطات العالمية، التي يشتد التنافس في ما بينها، فتلجأ وهي في قمة نجاحها البرامجي ولغايات المحافظة على الريادة إلى استقطاب نجوم أو إعلاميين لهم سطوة الحضور أمام الكاميرا، وقدرة حوارية ملفتة، ويبتكرون لهؤلاء برامج تناسب قدراتهم و حضورهم.
في فضائنا العربي – لا أراكم الله مكروها في عزيز- فإن القضية تتجاوز تسويق المحطة إلى النهوض بها وتحميلها أحيانا كاملة على أكتاف ذلك الإعلامي، بحيث تشعر أن برنامجه مثلا هو الشيء الوحيد، الذي يستحق المتابعة في تلك المحطة.
هذا ما خطر على بالي وأنا أتابع محطة أردنية مغمورة، يملكها نائب أردني من أصول إعلامية متشعبة، ولم يجبرني على متابعتها إلا حديث الأصدقاء والزملاء المتصاعد عن برنامج حواري جديد تنتجه وتبثه المحطة من إعداد وتقديم الزميل الإعلامي الأردني عمر كلاب.
قناة «الحقيقة الدولية»، وهذا اسمها الذي يذكرك، وقد أضافوا «الدولية» إليه بمطارات العواصم الكبيرة، التي تحمل صفة الدولي.. جعلتنا تلك القناة «الدولية» نقف ساعة ترانزيت على أثيرها نتابع لأكثر من مرة حلقات «واجه الحقيقة»، ولعل أكثر ما يعبر عن فكرة أن الإعلامي هو الذي يحمل المحطة، ما قاله أحد ضيوف البرنامج ذات حلقة ساخنة وفي مقدمتها، وهو سياسي إسلامي معارض، أنه لم يكن ليأتي إلى استوديوهات تلك المحطة – التي يقاطعها – لولا أن الزميل عمر كلاب هو الذي يقدم الحلقة!! باختصار الرجل فصل البرنامج عن المحطة، كانفصال كبسولة فضائية عن المركبة الأم، وهكذا أصبحت كبسولة عمر كلاب تدور في مداراتها الخاصة والمنفصلة كل أسبوع بعيدا عن مدارات المحطة وصاحبها.
بصراحة، استطاع الزميل وهو الموهوب بعلاقاته العديدة في الأردن وخارجه من استقطاب ضيوف سياسيين ونجوم إعلام واقتصاد إلى برنامجه، وهو ما جعل منه بيضة القبان التي أضافت وزنا لقناة كان أكثر ما قدمته من إنتاج مهم علق في ذاكرة الأردنيين حين روجت لصاحبها ذات انتخابات برلمانية فصورته يصعد على دبابة للجيش أثناء إزاحة الثلوج الغزيرة في جنوب المملكة قبل سنوات.
أستاذ التاريخ إعلامي يقيس نبض البلد
ولأن الجيد بالجيد يذكر، فإنني من أشد المعجبين بالصديق والزميل متعدد المواهب الدكتور مهند المبيضين، أحد مقدمي أهم برنامج حواري في الأردن على قناة «رؤيا»، هو برنامج «نبض البلد».
فالأستاذ الجامعي في التاريخ والمدرس الأكاديمي ومدير مكتبة الجامعة الأردنية، كانت بدايته مع الإعلام سابقة لمشواره الأكاديمي، ومع فورة الفضائيات في الأردن، فقد كان مستقطبا لفضائية كانت الأستوديوهات فيها ملحقة بمستشفى يملكه صاحب الفضائية أيضا!! وكان المبيضين يقدم البرنامج الحواري الوحيد فيها وهو برنامج «الصالون السياسي»، فكانت متابعة المحطة بذروتها ساعة بث البرنامج «المسجل» ثم يختفي الجمهور والمتابعون والمخرج وصاحب المحطة بعد ساعة البث الوحيدة في أهميتها.
وأذكر أنني كنت «كرت الجوكر» في قائمة ضيوف الدكتور مهند، الذي تغلب على الصعوبات الإنتاجية بمعارفه وعلاقاته الشخصية الطيبة، فإن اعتذر ضيف من ضيوف الحلقة (لكل حلقة ضيفان) يتصل بي المبيضين قبل ساعتين من التسجيل يطلب مني الحضور مكلفا خاطره بإعطائي عنوان وموضوع الحلقة، معتمدا على «شطارتي» في الاستعداد للحديث بجدارة، وقد حدث ذلك أكثر من مرة، وأذكر من طرائف تلك المرحلة، أن حلقة من الحلقات كان الضيف المقابل لي هو وزير الإعلام الأردني الحالي، الدكتور محمد المومني، وتصادف أننا متفقان على المحاور كلها في الموضوع، ما جعل المقدم الدكتور المبيضين يدخل في الحوار مخالفا لرأي ضيوفه!!
واليوم، وبخبرة إعلامية مسلحة بالكثير من المعرفة والوعي، يقدم الأكاديمي برنامج «نبض البلد» ليحاور رؤساء الحكومات.. والسياسيين ونجوم الحدث والأخبار المحلية والعربية في حوارات لا تخلو من المتعة والمعرفة، متناوبا في تقديمها مع زميله الألمعي محمد الخوالدة.
الإطاحة ببولند
عربيا، حملت الأخبار قرار قناة «الراي» الكويتية بوقف برنامج فريدة عصرها، سيدة الحضور الرزين وملكة الماكياج المبالغ به، حليمة بولند، وذلك بسبب ازدياد شكاوى الناس من البرنامج!!
الخبر بحد ذاته يحمل ما بين سطوره دلالات ونقاط استيضاح، فمن ناحية جعلني الخبر أؤمن ولو قليلا بصحة وعافية الذائقة الجماهيرية، وكذلك بحضورها وسطوتها التي لا تظهر إلا نادرا.
من جهة أخرى، فإن الخبر قد يكون سيئا للمحترفين في الأستوديوهات والمصورين، فحسب كمية المكياج والألوان الفاقعة التي تستعملها حليمة بولند، فإنني أفترض أن برنامجها هو الأمثل لمحترفي التصوير لغايات ضبط الألوان، وقد تسعى شركات إنتاج الشاشات الحديثة إلى حليمة وبرنامجها لضبط الألوان بدقة لا تضاهى على الأجهزة والشاشات المعدلة!
بصراحة، أتمنى لو أن تلك الإنتفاضة الجماهيرية تمتد لتشمل باقي الفضائيات العربية ليتم إيقاف الكثير من المهازل، التي يتم بثها على الفضاء العربي بقرار جماهيري، ونشهد ربيع الفضائيات!!
الشيخ والمذيعة
كم من العجائب التي تفرزها الفضائيات المصرية هذه الأيام، ورغم كثرتها إلا أنه استوقفني حديث أحد علماء الأزهر.. الشيخ إسلام النواوي، الذي استضافته الإعلامية أميرة بدر، في برنامج «أنا والناس»، على قناة «الحياة 2»، وهو يؤكد لها أن المرأة غير المحجبة تعتبر «آثمة»!
سيدنا الشيخ، هناك نصف مليار مسلمة غير محجبة، وكذلك تسعون بالمئة من البشرية مكشوفة الرؤوس، فهل هؤلاء آثمون، وهل هذه هي النهضة الإسلامية التي ننشد ونحن في القرن الواحد والعشرين والأمم تتسابق في مناحي العلوم والسياسة والإقتصاد والإجتماع والتكنولوجيا؟!
وهل حللت مشاكل مصر اليوم وهي تعمي الأبصار في المجالات شتى، لتوجه علمك الغزير كله للمذيعة السافرة: «لما بتصلي مش إنتِ بتلبسي طرحة، مع إنك واقفة قدام رب الكون ما بالك بقى لما بتخرجي قدام الناس». الله غفور رحيم يا شيخ. بينما يذهب آخر إلى تكفير الجيران لأنهم لا يؤدون الصلاة بالطريقة نفسها التي يؤديها ذاك الشيخ.
المنطقة العربية تغلي بحروب طائفية مصطنعة وخارجة عن روح أي دين أو مذهب ونحن وقودها، وعلى علماء الأمة الرأفة والمساعدة على نشر الرحمة والصدقة والتعاضد واقناع أغنياء الإسلام وهم كثر بمساعدة الجوعى الذين صاروا جغرافيا، وطلب العلم ولو في الصين وليس نشر الجهل فضائيا.
*كاتب أردني يقيم في بروكسيل



















