+
أأ
-

إسماعيل الشريف يكتب: بانتظار الرد الإيراني

{title}
بلكي الإخباري

نصرت بالرعب مسيرة شهر – حديثحتى كتابة هذه المقالة، لم تقم إيران وحلفاؤها بتوجيه الضربة المنتظرة إلى الدولة المارقة. وبين وقت إرسالها ونشرها، قد تكون الحرب العالمية الثالثة قد اندلعت، وفقًا لتنبؤات العديد من المحللين.أقتبس النص التالي من رواية «طريق جهنم» للقاص والشاعر الأردني العالمي المبدع أيمن العتوم، الذي يشرح تمامًا حالة الكيان الصهيوني هذه الأيام:«الموت أصعبُ من الموت، انتظار الموت أشدّ ألمًا من الموت نفسه، والوقوف على حافّة الانهيار أعظمُ بُؤسًا من الانهيار نفسه. أعذب الموت هو ذلك الموتُ الّذي يقطع حبل الحياة بضربةٍ واحدةٍ ومن المُفضّل ألاّ تكون متوقّعة. أصعبُ الموت هو الّذي يتحرّك معك في الزّنزانة في كلّ لحظة، ويتراقص وحشه المُرعب أمام ناظرَيك، ثُمّ هو يبقى على هذه الحالة من المراوغة دون أنْ ينقضّ عليكَ في لحظةٍ خاطفة.»قرأت تقارير تتحدث عن وزراء الكيان الصهيوني الذين يلجأون إلى الملاجئ، وسكان حيفا المحتلة الذين يُؤمرون بالتوجه إلى الملاجئ. كما شاهدت فيديوهات تُظهر صهاينة يقومون بتخزين الطعام والشراب، وآخرين يطالبون بالتحرك قائلين: «يكفي الانتظار، اضربوا!». بالإضافة إلى ذلك، هناك أخبار تتحدث عن توجه نتن ياهو وعائلته إلى ملجأ يوم القيامة في القدس المحتلة.رؤية هذا يشفي بعضًا من غليل قلوبنا، فالكيان خائف ومرعوب!برأيي، كان قرار نتن ياهو اغتيال الشهيد إسماعيل هنية قرارًا غبيًا أدخل الكيان والمنطقة بأسرها في عواقب غير محسوبة، وسأجملها في النقاط التالية:1. رمزية الشهيد إسماعيل هنية: لقد صنع من الشهيد رمزًا وطنيًا وعربيًا وعالميًا، وسنرى صورته مطبوعة بجانب جيفارا ومانديلا كأحد رموز التحرر في العالم. هذه العملية أعطت دفعة قوية لحركة حماس، وزادت من التعاطف الشعبي معها، حتى لو ادعى البعض أنها منظمة إرهابية، فإنها في نظر الكثيرين حركة تحرر.2. تعزيز حماس: هذه الحركات لا تموت عندما يموت زعيمها، فزعماء الحركات يمكن استبدالهم، والناس تؤمن بالأيديولوجيات لا بالأشخاص. لذلك، ستزيد عملية الاغتيال هذه من جاذبية حماس وعدد مؤيديها.3. ضعف الكيان الصهيوني: أثبت الكيان أنه نمر من ورق لا يستمر إلا بحماية الولايات المتحدة المباشرة. فقد أرسلت الولايات المتحدة بارجتين واستبدلت حاملة طائرات بأخرى تستطيع التصدي للصواريخ، بالإضافة إلى سرب طيران ودفاعات جوية وسرب من طائرات الشبح، وجاء قائد الجيش الثالث الأمريكي إلى الكيان.4. محاولات نتن ياهو الفاشلة: اعتقد نتنياهو بأنه يستطيع تحقيق حلمه بتوريط الولايات المتحدة في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، ولكنه فشل في قراءة المشهد كاملاً. فقد زار مسؤول الأمن القومي الروسي طهران لتزويدها بالسلاح ولإرسال إشارة إلى الولايات المتحدة بأن روسيا تدعم إيران في أي حرب إقليمية قادمة، وهناك أخبار تتحدث عن وقوف باكستان النووية إلى جانب إيران.5. خليفة الشهيد هنية: لم يتوقع نتن ياهو في أسوأ أحلامه أن يكون بديل الشهيد هنية هو المطلوب الأول في الكيان وأحد أهداف الحرب، وهو السنوار. هذا يعكس استمرارية حماس في القتال وقدرتها على الصمود بل واستعدادها لتصعيد المقاومة. وسيواجه الكيان خصمًا عسكريًا أكثر تشددًا في المفاوضات بدلاً من السياسي الشهيد هنية.6. قوة إيران الإقليمية: أصبحت إيران بشهادة جميع الدول العربية هي القوة الإقليمية الأقوى في المنطقة، مما دفع العديد من الدول للتوسط لدى إيران للحفاظ على استقرار المنطقة ومنع ضربات متوقعة.واستغلت إيران هذه الفرصة ضد الكيان الصهيوني لتشن عليه حربًا نفسية ناجحة أرعبت الصهاينة. فتارةً يتحدثون عن الأماكن المستهدفة، وتارةً أخرى يسربون أخبارًا عن نقل أسلحة، وفي أحيان أخرى ينشرون مقاطع فيديو. تهدف هذه العمليات إلى إنهاك الكيان نفسيًا وزعزعة استقراره الداخلي، ولا شك أنهم نجحوا في تحقيق ذلك.في الهجوم الإيراني الأول على الكيان في نيسان الماضي، اعتقدت إيران أنها بتوجيه ضربة رمزية ستتجنب حربًا إقليمية، وتحقق الردع، وتحفظ ماء وجهها. لكن تبين أن حساباتها كانت خاطئة، مما جرّأ نتن ياهو عليهم. لذلك، أعتقد أن إيران وحلفاءها يعلمون أنه في الأيام القليلة القادمة يجب أن يوجهوا ضربة موجعة للكيان، وإلا سيكون مشروعهم على المحك حتى لو كان ثمن ذلك نشوب الحرب العالمية الثالثة