+
أأ
-

خالد عيسى يكتب ..يا يسوع .. نحن شعب الله الموجوع !!

{title}
بلكي الإخباري






بين الناصرة وبيت لحم جدار عازل ، وبشارة الله في الناصرة ، تتحقق في مهد بيت لحم .
جدار شعب الله المختار لا يمكن له عزل الأرض عن السماء ! وستقيم بيت لحم الليلة قداس الميلاد ، وتشعل البلاد شموعها وتذوي شموع "الحانوكا " في شمعدان الغزاة .
ستشعل بيت لحم شموعها ،وترتل حزنها الفلسطيني في كنيسة المهد ، وأنظار العالم ستتوجه نحو المدينة الأسيرة خلف الجدار العازل ، تصلي للسلام بين دبابات الغزاة ، وجرافاته تفترس أشجار الزيتون ، هي الشجرة التي يكرهونها منذ ان صنعوا من خشبها صليب المسيح الذي حمله على ظهره في طريق الجلجلة !
عيد ميلاد المسيح ليس عيدًا دينيا فقط تحتفل به طائفة من الفلسطينيين ، هو عيد وطني فلسطيني لشعب ما يزال ينزف على الصليب ، هو تحدي أصحاب البلاد لسعار الاستيطان الذي يلتهم الأرض حول كنيسة المهد ، ويزرع الغرباء في بلاد الزيتون كالطحالب ، هو السطو على التاريخ وتزوير حكايتنا الفلسطينية بعبرية ركيكة بدأت بصلب المسيح ، وبسلب أرضه بين الناصرة وبيت لحم ، بين مخيم اليرموك والجليل ، بين غزة ورام الله !
يحتفل الفلسطينيون بعيد ميلاد المسيح ليسقطوا منطق التهويد الذي يريده نتنياهو ليزوّر التاريخ ، وليجعل من شموع "الحانوكا " بديلا عن شموع بيت لحم ، وهيكل سليمان بديلا عن المسجد الأقصى ، والجليل موطنا لجلعاد ، وتل أبيب بديلا لـ يافا ، هو السطو على روحنا الفلسطينية وترجمتها الى عبرية ركيكة ، هو السطو على قرص فلافل في عكا ليحمل الجنسية الاسرائيلية !
في عيد ميلاد المسيح ؛ تصبح كل شجرة زيتون في فلسطين شجرة عيد الميلاد ، يزينها الفلسطينيون بأضواء الامل بزوال الاحتلال ، وبلا جدار عازل يعزل بيت لحم عن الناصرة ، ورام الله عن القدس ، وغزة عن يافا !
صباح الخير لطفل المغارة .. بشارة الله في الناصرة لشعب يحمل صليبه في درب الآلام الطويل بين المخيم والجليل .. بين جرافة وشجرة زيتون ، بين حاجز قلنديا وروضة أطفال ، بين مستوطنة و ومخيم .. بين دبابة " الميركافا " وشجرة الميلاد ، بين الجدار العازل وبابا نويل ، بين دمعة أم شهيد وشمعة العيد ، بين عصفور و أسير ..
صباح الخير يا مدينة الله حول مهد المسيح ، تمسح دموع مريم وتبكي وحيدة على كتف الله .
صباح الخير يا يسوع أيّها الفلسطيني الشاهد والشهيد … صباح الخير أيّها المخلّص .. خلصنا من شعب الله المختار .. نحن شعب الله الموجوع مازلنا ننزف على الصليب !