+
أأ
-

طارق ديلواني : أيمن الصفدي ونزع سلاح حماس!!

{title}
بلكي الإخباري





تصريح وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي وصف فيه حماس بالمليشيا داعيا لتسليم غزة الى السلطة يمكن تبريره في سياق اعتراف الأردن سياسيا ودبلوماسيا بالسلطة الفلسطينية فقط وعدم الاعتراف بحماس فضلا عن تعامل الدولة لأردنية بمنطق الدول لا بمنطق الفصائل.. لكنه في ذات الوقت موقف يحمل مدلولات حول الدور الأردني المفترض ما بعد الحرب في غزة، وهو دور اقتصر حتى اللحظة على الجانب الاغاثي والإنساني دون الدخول غي تعقيدات المشهد الفلسطيني الداخلي وكلفه الأمنية.





موقف الصفدي يعني ضمنيا الدعوة لنزع سلاح حماس وانهاء وجودها عسكريا في غزة وهو موقف لا ينبغي لنا ان نتورط فيه او ننساق له الا في اطار رفع الحصار وتحقيق تنمية اقتصادية في القطاع وتوافق فلسطيني فلسطيني ومصالحة وطنية شاملة، وضمن اهداف سياسية تحقق لنا في المقابل مصالحنا المتمثلة بإقامة دولة فلسطينية وتوفير ضمانات دولية تنهي مخاوفنا مما يحدث في الضفة الغربية اليوم.





موقف الصفدي اليوم يختلف تماماً عما كان عليه خلال الحرب على غزة، حيث وصف حماس بالفكرة التي لا تموت، وتفسير ذلك قد يكون مرده جزئيا الخطاب الإعلامي والسياسي الذي تبنه تيارات في الحركة ضد الأردن وحمل في كثير من الأحيان نقدا حاداً وقاسياً، ومحاولة اجبار عمّان على اتخاذ قرارات غير مدروسة فيما كانت المملكة تحاول النأي بنفسها عن أي أزمات إقليمية لا قبل لها بمواجهتها او التصدي لها.





علاقات الأردن وحماس اليوم منقطعة تماماً، ولطالما اتسمت تاريخيا بالتقارب الحذر والتوتر لكنها لم ترق ابدا الى حالة الثقة المطلقة بين الطرفين.