المحامي رايق المجالي يكتب ...إلى دوائر الإفتاء الفيسبوكية أسئلة بالمقلوب وأسئلة معتدلة ..؟؟؟

أنتم تقولون أن تهنئة غير المسلم وتحديدا إخوتنا المسيحيين بأعيادهم أو الترحم على موتاهم يعني خروج الشخص عن ملة الإسلام إلى ملة من يهنئهم و يترحم على موتاهم لأنه يكون قد إشترك مع غير المسلم بمعتقده وآمن بما يؤمن به…!
.. أوليست تهنئة المسيحي لنا بأعيادنا وقدومهم لتقديم العزاء بأمواتنا وقول عبارات (عظم الله أجركم ) أو ( الله يرحمه ويدخله الجنة ) أيضا إشتراك معي في معتقدي وهل يعني ذلك -حسب قاعدتكم - بأنه خرج من ملته إلى ملتي ..؟؟؟
…وعليه ,,,
هل تقبلون أن يهنئكم غير المسلم بأعياد الإسلام …؟؟؟
إن كان الجواب (نعم) لأن تلك مجرد تهنئة لا تجعلهم مسلمين فقد تناقضتم فحللتم لأنفسكم قبول التهنئة والتعزية لأنها(( مجرد مجاملة)) وحرمتم على المسلم أن يبادلهم التهنئة والتعزية لأنه ((خروج من الملة .))..؟؟؟!!!
وإن كان الجواب( لا ) فأنتم أيضا تناقضتم مع مباديء الإسلام نفسه ومع أصول الدعوة إلى الإسلام لأنكم ترفضون أن يشارككم أحد بمعتقدكم او أن يدخل في ملتكم وهذه من تعاليم الطائفة الدرزية التي لا تقبل أن يدخل إلى الطائفة أحد وهي تقتصر على الدرزي أصلا وفصلا ..؟؟؟!!!
يا هداكم الله إلا تفرقون بين إحترام الآخر وإحترام حريته في المعتقد وبين إتباعه والإيمان بما يؤمن ..؟؟!!!…أولم يقل نبينا الكريم -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - وعمن أدخلهم في ذمته :" من آذى ذميا فقد آذاني ".؟؟؟
ألم يحلل الشرع الإسلامي زواج الرجل المسلم من أنثى مسيحية دون إشتراط دخولها الإسلام وهل الميثاق الغليظ وهو وصف القرآن الكريم للرابطة الزوجية أقل أهمية من مجرد تهنئة أو تعزية للمجاملة وزيادة الروابط المجتمعية وليس الدينية ..؟؟؟
أوليس ما تصدرونه من فتاوى تنال من مشاعر من هم في ذمة نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام - نوع من الإيذاء …؟؟؟
أولم تقرأوا أو يصل إلى علمكم أن مسيحي الشرق هم جزء من الحضارة الإسلامية بعد قيامها وساهموا أيما إسهام في تطورها …؟؟؟
أولم يخبركم أحد أن محرر القدس الناصر صلاح الدين كان أحد أهم وزراءه وأقربهم إليه عندما حرر بيت المقدس نصراني ..؟؟؟
يا هداكم الله… متى نصبتم قضاة وأولياء أمور المسلمين لتحكموا على هذا بالكفر وعلى ذاك بالإيمان ومتى فوضتم بإصدار الصكوك وتدخلون هذا الجنة وتلقون بآخر في النار …؟؟؟!!!
يا رعاكم الله …ما رأيكم ..؟؟؟…بإحدى قصص الكركية في سبعينيات القرن الماضي وهي عن رجلين من الكرك أحدهما مسلم قد أقرض الآخر المسيحي مبلغا من المال ولما طالب المسلم المسيحي بدينه رفض المسيحي أن يسدد فالتجأ المسلم للمحكمة ولم يكن لديه سند في الدين فوجهت المحكمة (اليمين الحاسمة ) للمسيحي فوضع يده على إنجيل أمام القاضي وحلف بأن ذمته غير مشغولة للمسلم بأي مبلغ ,فردت المحكمة الدعوى وخرج الدائن المسلم غاضبا يزبد ويرغي ويزمجر متحسرا على ضياع ماله الذي في ذمة المسيحي ,فقابله إبن عم ذلك المسيحي المدين الذي أنكر الدين أمام المحكمة وقد كان إبن العم هذا يعلم تفاصيل القصة ولما عرف أن إبن عمه قد حلف ورد الدعوى (مناكفة وتعنتا وعنادا لغضبه من دائنه المسلم ) إنتظره خارج المحكمة ولما قابله توجه إليه ووضع يده على جبهته ورأسه وقال له :" في صلاة محمد عليك إنه الرجل إله عليك اللي بطالب فيه ولا لأ.؟؟ " فصمت المسيحي المدين وأجاب : "ما دام حلفتني بصلاة محمد تراه إله عندي نعم ..!!!" , فقال له إبن عمه :"إذا إلحق الرجل ووفه دينه أو إستمهله حتى توفيه " ,وفعلا فعل الرجل المسيحي المدين ووفى الدين ..!!!
تلك هي الثقافة الواحدة للمجتمع الواحد المترابط الذي يحترم فيه كل إنسان خصوصية وحرية معتقد الإنسان الآخر , ولتعلموا يا من تعنفوننا عند كل لحظة تراحم وتناغم بين فئات الشعب الواحد وأفراده أنه إذا كان الدستور ينص على أن دين الدولة الإسلام فهذا يعني بالفهم العميق أن ثقافة الدولة هي الإسلام وأن تعدد الشرائع في هذه الدولة لا يؤثر على دينها وثقافتها فثقافة المسيحي والمسلم في هذه الدولة هي الإسلام والحرية مكفولة لكل إنسان بمعتقده الديني ..!
وفي النهاية مقترحي عليكم أن تكلفوا أنفسكم الجهد البسيط فتسيروا في نهار مشمس في شوارع السماكية في الكرك أو الفحيص في البلقاء وتراقبوا أسماء الشوارع وستجدون بعضها تحمل أسماء لمن فقدوا أرواحهم وأستشهدوا في معارك الدفاع عن القدس وفلسطين والأردن في مواجهة العدو الصهيوني (48,67,68,73) …!!!
رحم الله كل شهداء الأمتين العربية والإسلامية وشهداء الوطن وحمى الله الأردن .
رايق عياد المجالي /أبو عناد .



















