+
أأ
-

زياد العليمي يكتب :صرخات غزة: صوت معاناة لا يُسمع

{title}
بلكي الإخباري

 

تعيش غزة في دوامة من الألم والجوع، حيث تتكرر مشاهد الفجيعة يومًا بعد يوم، وكأن الزمن قد توقف عند لحظة الكارثة. الأطفال، الذين يمثلون مستقبل أي أمة، يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، في ظل حصار قاسٍ يمنع عنهم أبسط مقومات الحياة. يتجولون في شوارع المدينة، عيونهم تبحث عن الأمل ولكنها تصطدم بالواقع المرير الذي يحيط بهم.

مع كل خبر عن استشهاد أبرياء، يزداد الألم في قلوب الأمهات والآباء الذين فقدوا فلذات أكبادهم. تتزايد قوافل الشهداء، ويصبح الفقدان جزءًا من الحياة اليومية، بينما يبقى الصوت العالمي ضعيفًا وصامتًا. تتعالى صرخات الغزيين، ولكن يبدو أن العالم قد أغلق أذنه عن سماع تلك الأوجاع. الشوارع تكتظ بالمآسي، والبيوت تخلو من الفرح، بينما تُركت الوعود الدولية بلا تنفيذ.

ما يزيد من حدة المعاناة هو غياب العدالة، حيث يُنظر إلى القضية الفلسطينية كقضية ثانوية في جدول الأعمال الدولي. يستمر الصمت العربي في الوقوف حجر عثرة أمام أي تحرك جاد لدعم غزة، مما يزيد من إحباط الناس الذين يتطلعون إلى نصرة من الأشقاء. العدالة التي يُفترض أن تكون في السماء، تظل بعيدة المنال، في وقت يشتعل فيه الفقر والفوضى.

تتطلب هذه الأوضاع تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي، ليس فقط من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، بل أيضًا من أجل إيجاد حلول جذرية تنهي معاناة هذا الشعب البطل. يجب أن تُسمع أصواتهم، ويجب أن تُعطى قضيتهم الأهمية التي تستحق. إن الأمل في غدٍ أفضل لا يزال موجودًا، ولكن ذلك يتطلب جهودًا جماعية وتضامنًا حقيقيًا. غزة تستحق العدالة، وتستحق أن تُسمع صرخاتها.