+
أأ
-

منى الغانم تكتب : لكلِّ زمان دولةٌ و"نساء"

{title}
بلكي الإخباري

 

 

ليست المرأة ظلًّا لأحد، بل شمسًا لها مدارها الخاص…هي التي تكتب التاريخ بنزاهة لا تشوبها المصلحة..في صوتها حكاية وطن…وفي خطواتها ملامح نهضة قادمة…

بمعدل متسارع وبشكل لافت تغير دور المرأة حتى باتت الركيزة الأساسية لتطور المجتمعات ونهضتها بما تتمتع به من سمات إيجابية مكنتها من ذلك.

حيث تشير نتائج الدراسات الدولية التي صدرت عن البنك الدولي ومنظمة الشفافية الدولية أن المرأة، رغم أنها الاكثر تضرراً من الفساد، الا أنها الاكثر أمانة ونزاهة في مجال ادارة العمل والحفاظ على المال العام واستغلال الموارد المتاحة. 

حيث وجدت دراسة للبنك الدولي أن ارتفاع نسبة النساء في المناصب الحكومية يرتبط بانخفاض معدلات الفساد، مما يشير إلى أن النساء أكثر ميلًا للسلوك الأخلاقي في الإدارة، مما يستدعي إشراك القيادات النسائية في المواقع المتقدمة ومراكز صنع القرار شريطة توفر الكفاءة والنزاهة، حيث يسهم ذلك في مكافحة الفساد في مختلف القطاعات ويعزِّز قيم النزاهة والأمانة والانضباط وبالتالي الإنتاجية. 

كما أشارت بعض الدراسات العالمية أنه "كلما زاد تواجد المرأة في دائرة اتخاذ القرار والمراكز القيادية، كلما قل الفساد وزاد السلوك الأخلاقي وأصبحت جهود مكافحة الفساد أكثر صلابة" اضافة الى العديد من الدراسات التي أثبتت أن النساء غالبًا ما يحصلن على تقييمات أداء أعلى من الرجال، نتيجة ارتفاع مستويات "الضمير المهني، والانضباط، والالتزام بالمواعيد" والدقة والاهتمام بالتفاصيل وجودة العمل. 

ومن خلال الابحاث التي نشرتها مجلة  

‏Journal of Consumer Psychology

 خلصت الى نتيجة ان المرأة تمتاز بقدرة اكبر من التفكير العقلاني في الإنفاق والقدرات الشرائية. كما تظهر النساء قدرة أعلى على توفير الاستقرار العاطفي سواءً في الأسرة أو في القطاع التربوي والتعليمي، وهي الأقدر على الالتزام وتحمل ضغوط العمل وادارة الأزمات. كما تفوقت في مجال التدريب والتطوير التنظيمي والتفاني في الانجاز على الرجل . اضافة لذلك تميل المرأة الى الاستقرار الوظيفي والمهني بشكل اكبر وهي الاقدر على التكيف مع بيئات العمل المختلفة لما تتمتع به من ذكاء عاطفي وقدرة اكبر على التكيُّف مع المحيط الخارجي. 

الا انها قد تواجه بعض التحديات الاجتماعية التي تتعلق بالواجبات الأسرية، وتحديات مهنية تتعلق بانخفاض الاجور مقابل عدد ساعات العمل. 

وتجدر الإشارة هنا الى ضرورة دعم النجاح المجتمعي والوظيفي للمرأة بما يضمن حفظ كرامتها وحقوقها، وتمكينها من اداء ادوارها بعيدا عن وَهْم التحرر المطلق والاستغلال والتسليع، والتسلل خلف شعارات عصر العولمة الخدَّاعة، وبما يحقق للمجتمع استقراره وتوازنه ضمن ضوابط مجتمعية واخلاقية سليمة.