علا شربجي تكتب :- تل أبيب تفتح خريطتها بأوهام مهووس قادم من الجحيم .. والأردن في فوهة الأطماع”

بعهر سياسي مغلف بتقمص دور النبي الهابط من السماء لمهمة روحانية تاريخيّة بوصايا جهنمية لا سماوية حسب هوسه خرج بنيامين نتنياهو في مقابلة متلفزة ليكشف عن حلمه القديم–الجديد: “إسرائيل الكبرى”. خريطة وهمية تضم فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وأجزاء من مصر، في محاولة لإحياء مشروع استعماري دفنته الشعوب العربية بالدم قبل عقود.
هذه التصريحات ليست مجرد زلة لسان، بل تسريب متعمد لأجندة توسعية، تضع الأردن في قلب الخطر، وتكشف النية لابتلاعه جغرافياً وسكانياً.
الانفلات المتعمد بالحوار و إشارته إلى أن الأردن “جزء من إسرائيل الكبرى”
ما هو إلا اختيار خبيث لرد الفعل الدولي ، و مراقبة اخبث لمستوى الصمت أم الغضب .. الخنوع أم الانتفاض
تلك الرسالة لم توجه للأردن فقط و لا للعالم العربي فقط بل هي رسالة للعالم اجمع لمراقبة إلى اي مدى سيعلو الصوت في وجه اسرائيل و من سيقف مع من و لصالح من ستصطفّ الدول عند الضربة الحامية
خاصة ان العالم غارق في الحروب و الأزمات الاقتصادية و التحالفات الشيطانيه
في ظل هذا .. اختار نتنياهو ان يعيد إحياء المشروع الصهيوني القديم
“التوسع شرقًا نحو الضفة الشرقية لنهر الأردن.”
و بالتالي ان يجرؤ نتنياهو على وضع الأردن على الخريطة الإسرائيلية المزعومة، فإن هذا يعني أن الحدود والاتفاقيات والمعاهدات – بما فيها وادي عربة – يمكن أن تُرمى عرض الحائط إذا اقتضت مصلحة الاحتلال
ذلك الأسلوب لمريض الحروب اليوم هو أسلوب لسياسي مأزوم يواجه أزمات داخلية، وقضايا فساد، وانقسامات غير مسبوقة في المجتمع الإسرائيلي. وعندما يشتد الخناق، يلجأ إلى تصدير أزماته للخارج، عبر إثارة العداء مع الجيران، وتحريك أوهام التوسع التي يستعملها كوقود سياسي للبقاء في الحكم.
قامر بمغامرة في الطرح لبلد شكّل حاجزاً استراتيجياً في وجه التمدد الإسرائيلي لعقود، فلا هو ساحة مفتوحة لمشاريع الاحتلال ولا شعبه يقبل أن يكون مجرد رقم في حسابات تل أبيب .. هذا الشعب غير قابل للابتلاع .
نتنياهو يلجأ إلى جس النبض بالفوضى الخلاقة لأوهامه
ان أي تحرك نحو الضفة الشرقية لنهر الأردن يعني عملياً إعلان الحرب على المنطقة، ونسف اتفاقية وادي عربة، وإشعال مواجهة إقليمية قد تمتد من المتوسط إلى الخليج.
ما يطرحه نتنياهو من “إسرائيل كبرى” ليس منفصلاً عن خطة تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة إلى الأردن ومصر. إنها عملية تهجير قسري مقنّع بغطاء “إنساني”، يهدف إلى تفريغ الأرض الفلسطينية وابتلاعها، بينما يتم دفع الأردن لتحمّل عبء بشري ضخم، يغيّر تركيبته السكانية ويستنزف موارده، تمهيداً لفرض وقائع ديموغرافية تخدم الاحتلال.
ما المطلوب او الاصح ما هو واجب الدول تجاه الأردن و لماذا ؟؟
على الدول العربية أن تصطف إلى جانب الأردن في مواجهة تصريحات نتنياهو، فالمملكة ليست مجرد دولة جار، بل هي الثقل الأمني والاستراتيجي الذي يحفظ توازن المنطقة واستقرارها.
الأردن ليس مجرد جار لإسرائيل، بل هو آخر جدار استراتيجي يحمي العمق العربي من الانكشاف الكامل أمام المشروع الصهيوني.
تصريحات نتنياهو تضع الأردن أمام سيناريوهين:
1. التصعيد السياسي والدبلوماسي: وهو ما بدأ بالفعل بإدانة شديدة اللهجة من وزارة الخارجية الأردنية.
2. التحدي الأمني والعسكري غير المباشر: من خلال دعم تحركات تهدد استقرار المملكة، أو محاولة فرض وقائع على الأرض في الضفة الغربية تدفع الأردن إلى مواجهة غير مرغوبة.
على الأردن، ومعه الدول العربية، أن يتعاملوا مع تصريحات نتنياهو باعتبارها جرس إنذار مبكر لمخطط توسعي جديد، لا يقل خطورة عن وعد بلفور قبل أكثر من قرن.
الرد لا يجب أن يقتصر على بيانات الإدانة، بل أن يشمل:
• تعزيز الجبهة الداخلية وتحصينها سياسيًا واقتصاديًا.
• تكثيف التنسيق الأمني والعسكري العربي.
• تحريك ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المحافل الدولية كأولوية عاجلة.
رسالة لكل دول المنطقة و العالم
بكل التحولات في المنطقه ، أثبت الأردن أنه لا يقبل أن يكون ساحة بديلة في صراعات الآخرين. الدفاعات الجوية أُطلقت أكثر من مرة لاعتراض مسيّرات وصواريخ عابرة، وأُغلقت الأجواء في وجه أي تهديد محتمل. اما على الحدود الشمالية، يخوض الجيش معركة صامتة ضد شبكات التهريب والمسيّرات المحمّلة بالكبتاغون القادمة من سوريا،
و هو ما يؤكد على أن أمن الأردن الداخلي هو جزء من أمن المنطقة، وأن أي خرق لسيادته يُواجَه بقواعد اشتباك واضحة وحازمة
الأردن اليوم هو الثقل الأمني الحقيقي في المنطقة، بفضل شبكة تحالفاته الدولية، وكفاءته الأمنية، وقدرته على إدارة توازنات معقدة وسط محيط مضطرب. استهداف الأردن – بشكل مباشر أو غير مباشر – يعني ضرب مركز ثقل الاستقرار الإقليمي، وهو ما تدركه العواصم الكبرى جيداً. لكن نتنياهو، مدفوعاً بغروره السياسي وطموحه التوسعي، يتجاهل أن العبث بأمن الأردن هو لعب بالنار التي ستحرق الجميع.



















