+
أأ
-

زياد العليمي يكتب: الأردن على عهد فلسطين… الملك عبد الله الثاني صوت الحق وحامي البوصلة

{title}
بلكي الإخباري

 

في خضم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال الصهيوني، تتجدد المواقف الأردنية لتؤكد أن فلسطين ليست وحدها، وأن هناك صوتاً عربياً أصيلاً ما زال يرفع راية الحق، ويصرخ في وجه الظلم، ويرفض المساومة على الثوابت. هذا الصوت هو صوت الأردن، قيادة وشعباً، وعلى رأسه جلالة الملك عبد الله الثاني الذي لم يتزحزح عن موقفه الثابت في الدفاع عن فلسطين، دولةً وهويةً وحقاً مقدساً لا يقبل التنازل.

لقد جسّد جلالة الملك، عبر عقود، دور الحامي الأمين للبوصلة العربية، فلم يسمح للانحراف ولا للضغوط أن تُخرِج الأردن عن ثوابته التاريخية. ومن كل منبر دولي، كان يرفع صوته مطالباً بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الموقف لم يكن مجرد خطاب سياسي، بل كان التزاماً استراتيجياً يترجم يومياً عبر الدبلوماسية الأردنية النشطة، وعبر رعاية الأردن للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، تلك الوصاية الهاشمية التي حملت مسؤولية الدفاع عن هوية المدينة المقدسة في وجه محاولات التهويد المستمرة.

وزير الخارجية أيمن الصفدي لم يكن بعيداً عن هذا النهج، بل كان صوتاً مكملاً لرؤية الملك، يعكسها بوضوح على الساحة الدولية، ويترجمها بمواقف عملية في المؤتمرات واللقاءات. كلماته الأخيرة، التي شدد فيها على أن لا استقرار في المنطقة دون حق الفلسطينيين في الحرية والعودة وتقرير المصير، كانت انعكاساً أميناً لنبض الأردن الرسمي والشعبي.

في المخيمات الفلسطينية على أرض الأردن، حيث تختزن الأجيال ذاكرة النكبة ومعاناة اللجوء، جاء هذا الموقف الأردني بمثابة طاقة أمل وصوت عزيمة. أبناء المخيمات أشادوا، وما زالوا، بمواقف جلالة الملك ووزيره الصفدي، معتبرين أن الأردن هو السند الحقيقي لفلسطين، وهو الدرع الذي يحمي القضية من محاولات الطمس والتصفية.

إن وقفة الأردن إلى جانب فلسطين ليست مجرد التزام قومي، بل هي قضية وجود ومصير مشترك. فأمن الأردن واستقراره يرتبط عضوياً بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية. وهذا ما يدركه الملك عبد الله الثاني جيداً، وهو ما جعله يقود حملة دبلوماسية متواصلة، لا تكلّ ولا تهدأ، لوضع الحق الفلسطيني في صدارة الأجندة الدولية، مهما حاولت قوى الظلم إزاحته عن الواجهة.

ولذلك، فإن التحية واجبة لجلالة الملك عبد الله الثاني، ولكل صوت أردني شريف يصدح في العالم نصرةً لفلسطين. والتحية واجبة أيضاً لأبناء المخيمات الفلسطينية الذين يقفون اليوم ليقولوا: شكراً للأردن، شكراً لقيادته الهاشمية الحكيمة، التي أثبتت أن فلسطين ليست وحدها، وأن البوصلة لم ولن تنحرف.

ختاماً، إن التاريخ سيسجل أن الأردن، بقيادة الملك عبد الله الثاني، كان صخرة صلبة في وجه مؤامرات التصفية، ودرعاً حامياً للقضية الفلسطينية، وصوتاً لا ينكسر في المحافل الدولية. وسيبقى الموقف الأردني شاهداً على أن الحق لا يُضيع ما دام هناك من يتمسك به، وأن فلسطين ستبقى حية في وجدان الأمة حتى تتحقق العودة والحرية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.