د عاطف نايف زريقات يكتب : العرب بين الخطاب والواقع قراءة في جلسة مجلس الأمن الأخيرة بعد العدوان الإسرائيلي على قطر

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في نيويورك عقب العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الذي استهدف قادة من حركة حماس وذلك لمناقشة التطورات المتسارعة في فلسطين المحتلة وما يشهده قطاع غزة والضفة الغربية من دمار واسع النطاق وتهجير قسري واعتداءات متكررة على المدنيين وكما جرت العادة جاءت غالبية الكلمات العربية والدولية في إطار التنديد والوقوف إلى جانب قطر لكنها بقيت محصورة في دائرة الشجب والاستنكار دون تقديم خطوات عملية أو مبادرات قابلة للتنفيذ ٠
برز خطاب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى جانب كلمة مندوب مصر باعتبارهما الأكثر وضوحاً وجرأة في تشخيص جذور الأزمة وربطها بالاحتلال الإسرائيلي وسياساته القائمة على الاستيطان ورفض أي مسار حقيقي نحو السلام .
أكد الصفدي أن ما يحدث ليس مجرد أزمة عابرة بل نتيجة مباشرة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية مشدداً على أن العالم لا يحترم سوى الأقوياء وأن الاكتفاء بالبيانات الإنشائية لم يعد مجدياً ووصف حكومة إسرائيل بالمارقه وكانت كلمته شامله وشدية اللهجه ٠
مندوب مصر شدد على وقوف القاهرة إلى جانب قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي مذكراً بأن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يتيحان للدول كافة الخيارات لمجابهة الاعتداءات في إشارة إلى أن الرد لا يجب أن يقتصر على الأدوات الدبلوماسية التقليدية ٠
اما معظم الكلمات العربية الأخرى لم ترقى إلى مستوى الحدث فقد ركزت على لغة التنديد دون طرح بدائل عملية أو تقديم رؤية عربية مشتركة ولم تُظهر إدراكاً كافياً لخطورة ما يجري من إبادة جماعية ودمار شامل ومشروع تهجير منظم يستهدف الشعب الفلسطيني منذ عقود .
الجلسة أعادت التذكير بأن أصل الأزمة لا يكمن فقط في العدوان الأخير على قطر أو في حرب غزة والضفة بل في النهج الإسرائيلي الذي تنتهجه الحكومه الإسرائليه الحاليه الدينيه الصهيونيه المتطرفه المستمر الرافض للحلول السلمية بدءاً من إفشال مبادرات السلام ورفض حل الدولتين بل وحتى رفض قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح وصولاً إلى سياسة التهجير القسري وفرض الأمر الواقع بالقوة وحتى سياسة التوسع على حساب دول الجوار بشتى الذرائع الكاذبه ٠
وهنا تبرز اهمية الحاجة الماسه إلى قوة عربية منظمة
كما أوضحت المناقشات أن النظام الدولي يتعامل مع الأزمات بمنطق القوة لا العدالة وهذا يعيد إلى الواجهة الحاجة إلى بناء تحالف عسكري عربي موحد يتبع كياناً اتحادياً عربياً على غرار الاتحاد الأوروبي ليكون طوق نجاة لمواجهة التحديات المشتركة وفي مقدمتها المشروع الأميركي – الإسرائيلي الذي يستهدف المنطقة بأسرها ٠
الكلمات المؤثرة وحدها لا تكفي لتغيير واقع مفروض بالقوة المطلوب انتقال العرب من موقع رد الفعل إلى بناء استراتيجية مشتركة تستند إلى القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية وإلا ستبقى اجتماعات الأمم المتحدة ساحة لخطابات رنانة لا توقف دماءً تُسفك ولا حقوقاً تُسلب ٠
يجب المباشره بالبحث عن مقترحات عمليه عربيه مشتركه للقيام بها مثلاً
1. إطلاق مبادرة عربية مشتركة في الأمم المتحدة
وصياغة مشروع قرار ملزم يحدد المسؤولية القانونية لإسرائيل عن التهجير والإبادة مع حشد دعم دولي واسع ٠
2. تفعيل أدوات اقتصادية عربية ضاغطة
بربط العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الدول الداعمة لإسرائيل بمواقفها من العدوان مع دراسة خطوات تدريجية للمقاطعة ٠
3. إعادة تفعيل مجلس الدفاع العربي المشترك
كخطوة تأسيسية نحو تحالف دفاعي منظم يبدأ بتنسيق استخباراتي وعسكري لحماية الأمن القومي العربي .
4. توحيد الخطاب الإعلامي العربي
لتثبيت الرواية العربية باعتبار ما يجري قضية احتلال لا مجرد أزمة إنسانية وكسب الرأي العام العالمي .
5. وضع جدول زمني للتكامل العربي
خطة تبدأ ببعض الدول التي توافق وثم التوسع تدريجياً نحو اتحاد عربي عملي يتبعه تحالف عسكري مؤسسي على غرار تجربة الاتحاد الأوروبي وحلف التاتو .
بالطبع هناك الكثير من الخطوات التي يجب أن تقوم بها الدول العربيه وليس انتهاج سياسة الشجب والتنديد التي أصبحت مجالاً للتندر الشعبي .



















