+
أأ
-

فارس الحباشنة : الخطة الأمريكية وعصا موسى

{title}
بلكي الإخباري

ما منحه رؤساء أمريكا لإسرائيل لم يقدمه أنبياء التوراة. ولولا الرئيس الأمريكي ويلسون ما كان وعد بلفور، وهو خاطب الحاخام اليهودي «موردخاي» وتمنى إقامة دولة يهودية في فلسطين.

في تاريخ الأديان عُرف اليهود بأنهم قتلة الأنبياء. فلم يستطع المسيح إرضاءهم، فصلبوه، ولا سيدنا محمد أيضًا. ما من رئيس أمريكي يدخل البيت الأبيض إلا عليه أن يكون أولًا صهيونيًا. ألم يكن بوش وريغان وأوباما، وبايدن، وترامب؟! مفكرون يهود ينظرون إلى العرب كبقايا بشرية، وحوّلوا اليهودية من دين إلى أيديولوجيا مجنونة.

رأينا نتنياهو في الأمم المتحدة، وعندما دخل إلى القاعة واعتلى منبر الجمعية، انسحبت وفود الأغلبية العظمى والكاسحة من دول العالم.

عزلة إسرائيل الدولية مشكلة بالغة التعقيد، وتنذر بالكثير من العواقب على أمريكا كحليف وصديق وداعم لإسرائيل وحروبها، وكذلك على خطط أمريكا لإرساء سلام مستدام ووقف لإطلاق النار، ما دامت غزة والإقليم على أبواب جهنم. قد يكون ترامب هو الرئيس الغربي الوحيد الذي صفق لنتنياهو. فترامب في نزعته الأيديولوجية، وبسلوك القراصنة يريد إقامة أمريكا عظمى وإسرائيل عظمى؛ أمريكا تسيطر على العالم، وإسرائيل تسيطر على الشرق الأوسط. في العالم صحوة واستفاقة لأنين وصراخ وأصوات جوعى وقتلى غزة. بريطانيا، وهي أم وعد بلفور، تصحو، وكذلك فرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.

صحوة الرجل الأبيض، والصرخة ضد الإبادة الإسرائيلية، وها هي أساطيل الحرية انطلقت من السواحل الأوروبية وفي طريقها إلى شواطئ غزة.

يبدو أن الغرب استفاق من الغيبوبة واهتزت مشاعره قبل العرب. في أوروبا ودول غربية الرأي العام يضج من الإبادة في غزة.

في اجتماعات الأمم المتحدة كانت غزة والشرق الأوسط على الطاولة. وطرح الرئيس ترامب خطة أمريكية لليوم التالي في غزة.

وتشير الخطة إلى تشكيل إدارة مؤقتة برئاسة توني بلير لإدارة قطاع غزة. وبلير في غزة، هل يغدو أن يكون مندوبًا أمريكيًا أم إسرائيليًا؟

ترامب يمتلك تصورًا خاصًا للصراع الإقليمي، كلما تحدث عن غزة يقول: إنه يريد تحويلها إلى «ريفيرا الشرق الأوسط». ووعد نتنياهو بضم الضفة الغربية.

خطة غزة و»توني بلير» لا أظن أن أحدًا من الأطراف الفلسطينية والعربية يثق به. فهو من عرّابي الحرب على العراق، والتحقيق المشبوه والمزوّر حول امتلاك العراق لسلاح نووي. وكما أنه ترأس لـ 8 أعوام رئاسة الرباعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وإدارة المفاوضات وإحياء عملية السلام وحل الدولتين، وفشل بالتوصل لأي اتفاق أو إنجاز سياسي يُذكر.

وبلير منحاز لإسرائيل ومخدوش في عقائده السياسية وميوله الجانح لإسرائيل.

الهولوكوست الفلسطيني بلا شك وضع القضية تحت الأضواء العالمية، ولربما أن دولة فلسطين سوف تولد من تحت الأنقاض والركام والجثث العارية في غزة.

الإبادة والدم قد تفضيان إلى دبلوماسية دولية ساخنة. وما يوحي من مواقف دول عربية وإقليمية أن القفز فوق القضية الفلسطينية أصبح غير ممكن ولا واقعيًا، وأن سياسة ترامب لفرض تطبيع وسلام جديد عربي مع إسرائيل دون حل وتسوية للقضية الفلسطينية أصبحت خارج الحسابات وجدول الأعمال، فالصراع يبدأ من فلسطين لا من مكان آخر.