حسين الصعوب يكتب :- المقاومة بين مطرقة العدو وسندان التخاذل

مما لاشك فيه ان شراسة الرد الغربي المتصهين مع العدو الإسرائيلي منذ عاصفة السابع من اكتوبر قد بلغ من الدموية ما لم يتوقعه اغلب المتعاطفين مع القضية الفلسطينية الام.
سواء في شارع محيط فلسطين العربي الصامت عجزا، او في شارع العالم الغربي تحديدا المنتفض غضبا لاسباب نفسية تتعلق بمشاهد تؤذي ذاخلهم عناوين الانسانية التي اثبتت غزة انها عناوين غربية مفرغة من المعنى عندما يتعلق الامر بشعوب خارج قارة اوروبا. وهذا بالتحديد ما يدفع اغلب التحليلات خاصة العربية منها نحو خطاب يتصور وجوب قبول فصائل المقاومة الفلسطينيةبخطة ترامب باي ثمن حقنا للدماء والموت جوعا امام الشاشات المتصهينة اكثر من الصهاينة أنفسهم
وهنا لابد ان يطفو على السطح تساؤل الوعي الحقيقي بواقع مجريات الصراع الفلسطيني الصهيوني.
ولا اقول العربي الإسرائيلي فقد تم تفكيك بنية هذا الاخير عربيا بمدخلات بكتيرية تحت عناوين متعددة خلال ثلاثة عقود مضت.
ويطرح السؤال الاكثر أهمية.
هل كان وعي المقاومة بمعزل عن مآلات الحرب عندما قررت الفصائل ونفذت عاصفة اكتوبر؟
القصور الذهني سيجيب فورا بأن المقاومة وقعت فريسة لوعود بالنصر من حلفاء اقليميين قضوا تحت تكنلوجيا الحرب العصرية بأسرع مما تصوروا ودخلت الفصائل في طور حالة استنزاف قائمة فقط على ورقة عدد محدود من الرهائن.
ولكنها قطعا اجابة قاصرة عن فهم أيديولوجية نهج مقاومة المحتل عبر تاريخ هذا العالم.
والاصل في الفهم ان ندرك بأن المقاوِم ليس غاضبا يقوده الغضب على مفهوم الفزعة او المثل المتداول بالعامية. ملعون ابو المراجل اللي وراها دخلك.
المقاوِم الفلسطيني هو ابن قطار مشروع التحرر وطني بالاساس يسير بسرعات متفاوتة على سكة حديد بنيت بالدم والتضحيات عبر قرابة الثمانية عقود.
يمر بمحطات يترجل فيها المرجفون من القطار ويقل بنفس الوقت اجيال جديدة تؤمن بالمشروع وتثق بوصوله الى محطة التحرير ولو بعد حين.
اعود للتأكيد بأن سكة قطارمشروع التحرر الوطني الفلسطيني سكة مرنة بنتها أجساد الشهداء على تراب فلسطين المقدس ورويت بدماء مقدسة شكلت مسارا واضحا لا اعوجاج فيه ومحطة تحرير لا تراجع عن بلوغها.
قيل يوما للشهيد عمر المختار:
لماذا لا تستسلم ياعمر
إن شعب ليبيا يدفع ثمن مقاومتك للمحتل الايطالي فقال:
نعم انهم يدفعون ثمن هذه المقاومة بدماءهم ولكن إستسلامي خيانة لهم ولتضحياتهم.
إنالدفاع عن الارض والعرض والكرامة ثمنه باهض لا يستطيع دفعه إلا الذين اعتنقوا المقاومة أيديولوجيا تحرير ولا شيء غير ذلك.
وستنتصر فلسطين ولو بعد حين ان شاء الله
حسين الصعوب
الكرك



















