+
أأ
-

ماذا تحتفل به الصين؟

{title}
بلكي الإخباري

إلهام لي تشاو


تحتفل الصين في أكتوبر بالعيد الوطني، والسؤال الذي يطرحه الكثيرون: بماذا تحتفل الصين حقا؟ الجواب لا يقتصر على إحياء التاريخ أو إقامة المراسم، بل يتجاوز ذلك ليعبر عن الثقة في طريق التنمية، والإيمان بالمستقبل، والالتزام بمشاركة الفرص مع العالم.
على مدى العقود الماضية، انتقلت الصين من الفقر إلى الازدهار، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم. إن العيد الوطني ليس مجرد مناسبة لاستعراض الإنجازات، بل هو تأكيد على نموذج اختارته الصين: التنمية السلمية والسعي نحو الرخاء المشترك. هذا الطريق أفاد أكثر من مليار وأربعمئة مليون إنسان، كما وفر دعامة أساسية لاستقرار الاقتصاد العالمي.
وفي ظل بيئة دولية مضطربة، طرحت الصين مبادرات التنمية العالمية، الأمن العالمي، والحضارة العالمية، في محاولة لتحويل خبرتها إلى منفعة عامة. فعلى سبيل المثال، تشارك الشركات الصينية في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح في الإمارات لدعم التحول الأخضر؛ وفي مصر تساهم في بناء المرافق الصحية والبنية التحتية لتحسين معيشة المواطنين؛ وفي السعودية يضخ التعاون في إطار "الحزام والطريق" زخما جديدا للمناطق الصناعية والاقتصاد الرقمي. هذه الأمثلة تجيب بوضوح عن سؤال "بماذا تحتفل الصين؟": إنها تحتفل ليس فقط بإنجازاتها، بل أيضا بإيمانها بالشراكة والعمل المشترك من أجل التنمية.
وفي الوقت نفسه، تجذب التقدمات التكنولوجية في الصين اهتماما متزايدا. صحيح أن تقنية الإقلاع الكهرومغناطيسي على حاملات الطائرات الصينية غالبا ما تُفسر كإنجاز عسكري، لكنها في الحقيقة ترمز أيضا إلى الابتكار المستقل والتطور الصناعي المتقدم. بالنسبة للصين، الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة؛ والقدرة الدفاعية الموثوقة ليست أداة للتوسع، بل ضمانة للانفتاح والتعاون. ومن خلال هذا الاطمئنان، تستطيع الصين أن تلعب دورا أكثر إيجابية في التعاون الدولي وأن تسهم في استقرار العالم.
وبالنسبة للعالم العربي، فإن هذا النموذج التنموي ليس بعيدا. من التعاون في الطاقة المتجددة إلى الشراكات في الاقتصاد الرقمي، يتضح أن الصين مستعدة لتقاسم الفرص مع شركائها الإقليميين. بالنسبة للعديد من الدول، الصين ليست مجرد شريك اقتصادي، بل صديق موثوق وبانٍ لمستقبل مشترك.
وعليه، فإن العيد الوطني يحمل معاني أعمق: تحتفل الصين بتحسن مستوى حياة شعبها، وتحتفل أيضا بالسير مع العالم على طريق واحد؛ تحتفل بضمان أمنها الوطني، وتحتفل كذلك بالتزامها الثابت بالسلام والتنمية. خلف الألعاب النارية والأعلام، يبدو الجواب واضحاً: الصين تحتفل بدورها المتنامي كمساهم رئيسي في استقرار العالم وتنميته.