+
أأ
-

زياد العليمي يكتب: الاردن هو السند الحقيقي للشعب الفلسطيني بقياده هاشميه تاريخيه وعلى راسها جلاله الملك عبد الله الثاني

{title}
بلكي الإخباري

 

في زمن تهاوت فيه اليقينيات وتغيرت فيه الخرائط السياسية، بقيت المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، تمثل الثابت الذي لا يتزحزح. إن العلاقة الأردنية بالقضية الفلسطينية ليست مجرد ملف في الأجندات الإقليمية، بل هي تاريخ مشترك، ونبض عرقي، وعقيدة ملكية لا تقبل التجزئة أو المساومة. هذا هو الوصف الجدلي الذي يفرض نفسه على المشهد.

إن الحديث عن الأردن كـ "سند حقيقي وداعم أبدي" ليس مجرد شعار دبلوماسي، بل هو حقيقة تتجلى في رفض الأردن القاطع لأية مشاريع تهدف إلى تصفية القضية. ففي خضم محاولات يائسة لـ "كنس" التاريخ والجغرافيا معاً، يقف العرش الهاشمي سداً منيعاً في وجه مخططات الإبادة والتشريد والتسفير التعسفي التي تستهدف، بوضوح تام، تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين لإخلاء ساحة النزاع.

جلالة الملك عبد الله الثاني لا يدافع عن الفلسطينيين بقدر ما يدافع عن مبدأ الوجود والحق والعدالة الذي قام عليه صرح الحكم الهاشمي. مواقفه، في المحافل الدولية الكبرى والمفاوضات الصامتة، لم تكن مواقف متراخية أو مهادنة، بل كانت خطوطاً حمراء حاسمة لجمت جماح الأطماع ووضعت حداً للمحاولات التي تستهدف سحق "حق العودة" وتحويل اللاجئين إلى مجرد أرقام في قوائم الإغاثة.

إن ما يعيشه الأردن من ثقل تاريخي وجغرافي يجعله الشريك الأصيل في المعركة المستمرة حتى تتحقق الغاية التي ناضل لأجلها الجميع: بناء الدولة الفلسطينية المنشودة ذات السيادة الكاملة، وعاصمتها الأبدية القدس الشريف، على حدود الرابع من حزيران 1967. هذا الموقف لا يحمي الفلسطينيين وحدهم، بل يحمي الأمن القومي الأردني الذي يستمد استقراره من عدالة القضية.

وبناءً عليه، فإن صوت الامتنان الصادق الذي يصدح من المخيمات الفلسطينية في الأردن لجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، ليس مجرد شكر، بل هو تأكيد لعمق الارتباط الجدلي بين الشاطئين. هو عهد بأن الأردن كان وسيبقى سنداً، وأن الوفاء الملكي بالقضية سيقابله ولاء شعبي متجذر، يجدد العهد: "سنبقى معك إلى الأبد"، حتى رفع العلم الفلسطيني فوق أسوار القدس الشريف.