+
أأ
-

الأردنيون والمسؤولون: تلخيص أزمة الثقة… النفور الشعبي من المسؤول ليس غضب عابر ، بل هو رفض وجودي عميق .

{title}
بلكي الإخباري

كتب الناشر - ليست الكراهية التي نراها على شاشات السوشال ميديا ضد المسؤولين الرسميين  مجرد انفعال عابر ، بل هي فعل فلسفي بحد ذاته فهي  رفض  وجودي  لميثاق اجتماعي مخترق ، وتعبير  عن الشعور العميق بالاستلاب ضمن إطار الوطن ويكمن هذا النفور في الإيمان الراسخ لدى المواطن بأن المسؤولين  الحكوميين الحاليين والسابقين  هم الشركاء  الأساس في الجريمة الاقتصادية التي أنتجت الفقر والبطالة والمحسوبية والواسطة والفساد والشللية  ، فنتائج التدهور الهيكلي لا يمكن أن تكون إلا نتاج قرارات اتخذت  بمعزل عن وجعهم وهمومهم .

تتفاقم  الكراهية بفعل أزمة الإحساس؛ فالمسؤول يتحصن برواتب هائلة وامتيازات  تضعه في طبقة مخملية  لا تسمع صدى صرخات القاع والفقراء ، مما يولد يقينا مر  بأن هذا الشخص  لا يشعر بمن كلف بخدمتهم، لأنه لا يعيش على السواء معهم، بل يعيش فوقهم وعلى ضرائبهم التي يدفعوها من جيوبهم  .

وحين تغيب عنهم  صناديق الاقتراع الفاعلة وتتراجع الثقة في قدرة المؤسسات الرقابية  لان من افرزها لم يكن هدفه نبيل بقدر ما هدفه بيع صوته ، يصبح فضاء التعليقات السلبية  هو ديوان المظالم الأخير، حيث يتحول الهجوم العنيف إلى عملة أخيرة للمقهور، ومحاولة لإسقاط رمز الفساد والإهمال من على عرشه الافتراضي، لتكون هذه الكراهية في جوهرها مقاومة سردية تهدف إلى استعادة الوعي بأن الوطن ليس حكراً على طبقة دون أخرى.