إياكم والخدعة .. فالصفقة الحقيقة لا يعرفها اغلب الحضور

المهندس خالد المعايطة
لا يمكن أن تقترح امريكا اتفاق يخالف مصالح الكيان الحالية والمستقبلية .
الاتفاق مع حماس يخالف كافة الأعراف السياسية .. لأن غزة جزء من فلسطين .. وفلسطين تحت سلطة السلطة الوطنية .. وهنا يكمن جزء حرج من الجانب الخفي للاتفاق فالاصل بالاتفاق ان يكون مع السلطة الشرعية المعترف بها وليس مع حماس الا اذا القصد فصل غزة من ملف فلسطين ومنح حماس دور اوسع في المرحلة القادمة مما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول ما يحدث بالخفاء.
كل ما ذكره المتحدثين في شرم الشيخ يتناقض مع كل ما قاله ترامب بالكنيست الإسرائيلي .. فقد كان التناقض واضحا وهذا ايضا يثير عدة علامات استفهام حول الموقف الامريكي الحقيقي من ما سيحدث لاحقا.
قد يكون الاتفاق سبيل عملي لإيقاف ما يحدث في غزة من جرائم .. لكنه لم يقدم ولو قيد انملة اي إضافة لصالح المشروع الفلسطيني.
على الجانب الاخر من اشكاليات الوضع الحالي .. اذا تأملنا في حساب ميزان المكسب والخسارة لمخرجات ما حدث في غزة سنجد أن النتيجة بالكامل في كفة الخسارة .. فما اصاب غزة من قتل ودمار لا يمكن ابدا تعويضه او استعادته مهما حاول البعض من مروجي فرضية إعادة الأعمار.. فما اصاب اهل غزة لا يمكن تعويضه بمليارات العالم اجمع .
ما يحدث اليوم هو تغيير في مسارات اللعبة بأسلوب مختلف لتغير ظروف المنطقة وارتفاع منسوب الضغط الدولي على الكيان .. فالكيان ماضي بقوة في مشروعه مهما كانت الضغوط .. واعتقد ان ما حدث في غزة سيساعد الكيان بتسريع اتمام مشروعه .. طبعا بغياب اي قوة او سلطة مقابلة له في المنطقة بأكملها تحول دون ما يقوم به.
المطلوب وهو أضعف الإيمان .. اعاده توجيه العقل العربي نحو بعض الواقعية السياسية والسعي لبناء حالة توافق حقيقية قادرة على التحضير لمشروع عربي ولو بشكل جزئي .. فالمنطقة تعيش حالة من الفراغ القومي الجامع بشكل غير مسبوق.



















